هذه الزاوية بشارع الحلمية بين ضريح المظفر وجامع ألماس على يمنة السالك من الصليبة طالبا باب زويلة. كانت فى خطة تعرف بحدرة البقر وكانت متخربة وبقيت كذلك مدة، ثم جدّدناها مع تجديد منزلنا لمجاورتها له، وذلك سنة إحدى وثمانين وجدّدنا بجوارها دكانين من أوقافها، وجعلنا لها ماسورة تجلب لها ماء النيل من مجراة وابور الماء وجعلنا بها حنفية، وأقيمت شعائرها من طرف ديوان الأوقاف إلى الآن، وبداخلها قبر يعرف بقبر الست ملكة، وآخر يعرف بالشيخ عبد الله الذى عرفت الزاوية باسمه، وعلى كل منهما تابوت وكسوة، ولهما خدمة وزيارة ويعمل لهما ليلة كل سنة مع مولد المظفر والسيدة نفيسة ﵂، وكان أصل هذه الزاوية مدرسة تعرف بالمدرسة الطغجية، وذكرها المقريزى فى المدارس؛ فقال: هذه المدرسة بخط حدرة البقر.
أنشأها الأمير سيف الدين طغجى الأشرفى ولها وقف جيد.
[ترجمة الأمير طغجى]
وطغجى: هو الأمير سيف الدين كان من جملة مماليك الملك الأشرف خليل بن قلاوون، ترقى فى خدمته حتى صار من جملة أمراء ديار مصر؛ فلما قتل الملك الأشرف قام طغجى فى المماليك الأشرفية وحارب الأمير بيدرا المتولى لقتل الأشرف حتى أخذه وقتله؛ فلما أقيم الملك الناصر محمد بن قلاوون فى المملكة بعد قتل ببدرا صار طغجى من أكابر الأمراء، واستمر على ذلك بعد خلع الملك الناصر بكتبغا مدة أيامه إلى أن خلع الملك العادل كتبغا، وقام فى سلطنة مصر الملك المنصور لاجين وولى مملوكه الأمير سيف الدين منكوتمر نيابة السلطنة بديار مصر؛ فأخذ يواحش أمراء الدولة بسوء تصرفه، واتفق أن طغجى حج فى سنة سبع وتسعين وستمائة فقرر منكوتمر مع المنصور أنه إذا قدم من الحج يخرجه إلى طرابلس؛ فعند ما قدم من الحجاز رسم له بنيابة طرابلس فثقل عليه ذلك، وسعى بإخوته الأشرفية حتى أعفاه