ومن هذه القرية أيضا الأديب اللغوى المتفنن محمد أفندى عثمان بيكباشى بديوان الجهادية، وقد سألته عن ترجمته؛ لوضعها فى هذا الكتاب فكتب لى ما نصه، أنا محمد بن عثمان بن يوسف الحسينى نسبا الجلالى لقبا الونائى بلدا، ووناء هذه بلدة فى قسم بنى سويف قريبة من الجبل الغربى وقلت فى هذا الاسم موريا:
علقته وفى وناء داره … ما ضره لو جاد باللقاء
يهجرنى وقد نآى بداره … واحر با من هاجر ونائى
قال: وكان والدى من كتبة بيت القاضى، توفى وأنا فى سن السبع، فكتبنى جدى لامى فى مدرسة قصر العينى التى كانت مدرسة المبتدئين، فى عهد المرحوم الحاج محمد على باشا سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وكنت قرأت القرآن بداية قبل دخولى تلك المدرسة، فكان ذلك سببا لامتيازى عن التلامذة وقئتذ؛ لأن أكثرهم كان من الجراكسة، مماليك العزيز محمد على، ومن ثم أرى أن ابتداء تعليم الأطفال بحفظ القرآن، لا يخفى ما فيه من المنفعة فى صون اللسان من الصغر، عن الغلط وتعوّد التلميذ على معرفة القراءة والكتابة، والإملاء بالصحة؛ لأن من تعلم بغير ذلك كالقبط مثلا، لا يرجى اعتدال فى نطقهم، ولا صحة فى قراءتهم، ولا فى كتابتهم أبدا، ثم لما أعرض كلوت بيك فى نقل مدرسة الطب من أبى زعبل إلى قصر العينى نقلت مع التلامذة إلى أبى زعبل، تحت نظارة المرحوم إبراهيم بيك رأفت، فرتبها أحسن ترتيب، وأدخل فيها الحساب والهندسة والنحو، وهناك حصلت طرفا عظيما من الدروس المذكورة، ومكثت بضع سنين، حتى أتى المرحوم رفاعة بيك فأخذنى وتلميذا آخر اسمه حسين عثمان، وكان حسين المذكور نادرة فى قوة المحافظة، فكان سببا لاجتهادى وتحصيلى بالتعب، ما كان يحصله