(قلت): والحمراء القصوى محلها الآن خط السيدة زينب. وأما جنان الزهرى فهى الجنان التى كانت أولا فى بر الخليج الغربى ثم عرفت أخيرا بحكر الزهرى. قال المقريزى:
حكر الزهرى يدخل فيه جميع بر ابن التبان وشق الثعبان وبطن البقرة وسويقة القيمرى وسويقة صفية وبركة الشقاف وبركة السباعين وقنطرة الخرق وحدرة المرادنيين وحكر الحلبى وحكر البواشقى وحكر كرجى وما بجانبه إلى قناطر السباع وميدان المهارى إلى الميدان الكبير السلطانى بموردة الجبس، وكان هذا قديما يعرف بجنان الزهرى، ثم عرف ببستان الزهرى.
[ترجمة الزهرى]
والزهرى هو عبد الوهاب بن موسى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى، يكنى أبا العباس، وأمه أم عثمان بنت عثمان بن العباس بن الوليد بن عبد الملك ابن مروان، مدنى قدم مصر، وولى الشرط بفسطاط مصر، وحدّث يروى عن مالك ابن أنس وسفيان بن عيينة. وروى عنه من أهل مصر أصبغ بن الفرج، وسعيد بن أبى مريم، وعثمان بن صالح، وسعيد بن عفير، وغيرهم. توفى بمصر فى رمضان سنة عشرة ومائتين.
ثم قال: وقال القاضى أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعى فى كتاب «معرفة الخطط والآثار»: حبس الزهرى هو الجنان التى عند القنطرة بالحمراء، وهى حبس على ولده.
وقال القاضى تاج الدين محمد بن عبد الوهاب بن المتوج: هذا الحبس أكثره الآن أحكار.
(انتهى).
(قلت): فيؤخذ من هذا أن جنان الزهرى كانت موجودة قبل بناء القاهرة بزيادة عن مائة وأربعين سنة حيث إن عبد الوهاب الزهرى توفى بمصر سنة عشرة ومائتين من الهجرة، والقاهرة اختطت سنة ثمان وخمسين أو تسع وخمسين وثلثمائة كما فى المقريزى.
(فائدة): بر ابن التبان المتقدم ذكره فى عبارة المقريزى محله الآن المبانى التى على بر الخليج الغربى قبالة قنطرة باب الخرق. وأما شق الثعبان فمحله الآن الحارة المعروفة بحارة شق الثعبان التى بشارع الخلوتى، وكذا سويقة القيمرى هى الحارة المعروفة الآن بحارة القمرى بشارع الخلوتى أيضا، وبطن البقرة محلها جنينة الأزبكية، وبركة الشقاف محلها ميدان عابدين، وبركة السباعين محلها الآن عمارة محمد بيك الشماشرجى وما بجوارها، وأما حدرة