وفى الجبرتى: أن الأمير عثمان بيك البرديسى المرادى مات بمنفلوط، ودفن فيها سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف. قال: وسمى بالبرديسى لإنه كان متولى كشوفية برديس ببلاط الصعيد، فنسب إليها وعرف بتلك النسبة واشتهر بها. تقلد الإمرة والصنجقية سنة عشر ومائتين بعد الألف. وتزوج ببنت أحمد كتخدا على وهى أخت على كاشف الشرقية وعمل لها مهما، وذلك قبل أن يتقلد الصنجقية.
وسكن بدار كتخدا الطويل بالأزبكية واشتهر ذكره وصار من جملة/ الأمراء. ولما قتل عثمان بيك المرادى بساحل بوقير ورجع من رجع إلى جهة قبلى. وكان الألفى هو المتعين بالرياسة على المرادية. فلما سافر الألفى إلى بلاد الإنكليز تعين عثمان بيك البرديسى بالرياسة على خشدا شيته مع مشاركة بشتك بيك الذى عرف بالألفى الصغير. وبعد خروج محمد باشا خسرو وقتل طاهر باشا، انضم إليه العزيز محمد على سنة ثمان عشرة. وصادقه ورمح فى ميدان غفلته وقد تعاقدا على المصافاة، وأن يكون محمد على وعساكر الأروام أتباعا له، فانتفخ جأشه لأنه كان طائش العقل، فاستخفه محمد على واحتوى على عقله وصار يختلى معه ويسامره حتى باح له بما فى ضميره من الحقد لإخوانه. وطلب الانفراد بالرياسة، فصار يقوى عزمه ويزيد فى إغرائه ويعده بالمعاونة. ولم يزل به حتى أرسخ فى ذهنه النصح له والصداقة توصلا لما هو كامن فى نفسه من إهلاك الجميع.
ثم أشار عليه أن يبنى أبراجا حول داره بالناصرية-وهى التى فى محلها الآن مدرسة المبتديان-فلما أتمها جعل فيها طائفة من عسكره محافظين لما عساه أن يحصل. ثم سار معه إلى حرب محمد باشا خسرو بدمياط، فحاربوه وأتوابه أسيرا وحبسوه. ثم فعلوا بالسيد على باشا القبطان مثل ذلك. ثم أشار محمد على على البرديسى بتفريق أكثر الجمع الباقى فى النواحى والجهات، مكتبة الأسرة-٢٠٠٨