للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الشاطئ الغربى للنيل، ذات أبنية متوسطة وبها جوامع، أحدها بمنارة، وهى مشهورة بكثرة النخل وكذلك القرى التابعة لها، المسماة ساحل البلينا، فإن عدة نخليلها تقرب من خمس وسبعين ألف نخلة، ويزرع بأرضها قصب السكر بكثرة وبها عصارات، وكانت سابقا فى عهدة سليم باشا السلحدار، وبنى فيها دارا وعصارة، وله فى غربيها بستان صغير، وكانت أرضها تشرق كثيرا فعملت لها ترعة الحمران سنة خمس وسبعين ومائتين وألف هجرية، وجعل لها سحارة تحت ترعة الكسرة وترعة الزرزورية، فصارت مأمونة الرىّ وحصل لأهلها زيادة الفائدة، ويعمل بها قفف وزنابيل من الخوص وحصر من الحلفاء بكثرة، ويجلب إلى المحروسة وغيرها.

ويقابلها فى شرقى البحر ناحية مزاتة التابعة لشرقى أولاد يحيى-ويأتى الكلام على لفظ سلاح دار ونحوه، مثل دوادار فى عدة مواضع مثل سرياقوس والصالحية.

وفى خطط المقريزى، أن تحت البلينا ديرا كبيرا يعرف بدير أبى ميساس، ويقال أبو ميسيس واسمه موسى وكان راهبا من أهل البلينا، وله عندهم شهرة وهم ينذرون له ويزعمون فيه مزاعم. ولم يبق بعد هذا الدير-يعنى فى الصعيد-إلا أديرة بحاجر اسنا ونقادة قليلة العمارة، انتهى.

[ترجمة العلامة الشيخ قاسم بن عبد الله]

وفى الطالع السعيد (١) أن من علماء البلينا قاسم بن عبد الله بن مهدى بن يونس مولى الأنصار يكنى أبا الظاهر، روى عن أبى مصعب بن أحمد بن أبى بكر وعن محمد بن مهدى. قال ابن يونس: قدم علينا الفسطاط فسمعته ولم يحصل لى عنه غير حديث واحد. قال: وكان من أجله أهل بلده وأهل النعم، وكانت كتبه جيادا، وتوفى ببلده يوم


(١) الطالع السعيد، الجامع أسماء نجباء الصعيد للأدفوى قاسم، الدار المصرية للتأليف والترجمة، ١٩٦٦، ص ٤٦٨.