نفسها فوق مرتفع من الأرض وفى نهايتها البحرية ساحة متسعة يظهر أنه كان بها دكاكين معدة لنحت الحجر وبقرب تلك الساحة منزل به سلم يظهر أنه كان عليه طبقة أخرى، وهناك صهريج مخفق وحول البلد سور بأبراج، وفى أسفل الجبل بيوت منعزلة وفى جنوب الجبل على بعد قليل معبد لم يكمل ومهماته ملقاة بالقرب منه، وهى عبارة عن عمد وكراسى وتيجان وأحجار.
وهناك كتابة قرئ فيها اسم المقدسة إزيس وفى هذه الجهات كثير من شقاف الفخار وقطع الزجاج والمحار وطريق سلطانى من الجبل إلى البحر ويظهر أنها هى التى كانت مستعملة فى نقل الأحجار ونحوها إلى المينا، وعثر فى المحاجر والبلد على أحجار كثيرة منها ما هو منحوت بعضه وما لم ينحت أصلا وبعضها لم ينفصل عن محله بعد تحديده، من ذلك عمود طوله ستة أمتار وثلاثة أرباع متر وقطره متر وسدس.
ومن المحاجر ما هو فى أعلى سطح الجبل مرتفع على أرض الصحراء بألف قدم، ووجد على الأحجار علامات وإشارات يظهر منها أنه كان يجعل على المذنبين من الأشغال الشاقة على حسب ذنوبهم، وليس جبل الدخان قاصرا على حجر البورفير، بل كان يستخرج منه أيضا الصوير الأحمر بخلاف جبل الفطيرة الواقع فى جنوب جبل الدخان بخمس وخمسين ميلا فهو قاصرة على حجر الصوان، ومنه إلى البحر عشر فراسخ وفى محاذاته مينا قديمة تسمى عند الأقدمين فيلوتيرا فى جنوب مينا ميوسهورموس، واسمها على اسم أخت بطليموس فيلادولفوس، وعند المينا مدينة وفى الجبل أيضا مدينة وكانت تلك المينا معدة لنقل أحجار الصّوان إلى الجهات انتهى.
[(فائدة)]
قال فى قاموس الجغرافية الفرنجى إن أوزيب وهو الملقب بانفيل كان أسقف مدينة سزارية- (قيسارية) -من بلاد فلسطين وتكنيه الفرنج بأبى التاريخ ولد سنة مائتين/وسبعين من الميلاد ومات سنة ثلاثمائة وثمان وثلاثين لازم بانقيل الصالح من صغره فلذا سمى باسمه، وساح فى صحراء مصر وزار رهبان الصعيد وجعل أسقف سزارية سنة ثلاثمائة وخمس عشرة وأبى أن يتقلد أسقفية أنطاكية من قبل القيصر قسطنطين، وكان من ضمن من ترجى القيصر فى نفى البطرك عطناس.