للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هربهم، ومع ذلك فقد استدل على أنه كان لهم خفر وعليهم محافظات بعساكر، وأن المحافظين كانوا يغيرون بعد كل ستة أشهر، وأن تلك المحاجر كانت تعطى بالالتزام لمن يرغب والملتزم يتصرف كيف يشاء ويصرف عليها من عنده وليس للديوان إلا ما جعله على الملتزم وهو عشر صافى الأرباح.

وقد اختلف العارفون بتخطيط الأرض فى تعيين موضع محجر البورفير، وذلك أن أرستيد قال فيما كتبه على هذا المحجر: أنه فى صحراء بلاد العرب فبنى عليه بعضهم أنه فى صحراء بلاد آسيا، وكان يؤخذ منه لمبانى مدينة تدمر.

وقال آخرون إن كلام أرستيد يفيد أنه فى الصحراء الواقعة بين النيل والبحر الأحمر ولوقوع هذه الصحراء فى بلاد العرب سميت بالصحراء العربية ولا يبعد النقل منها إلى مدينة تدمر، فإن هذا المحجر بسبب قربه من البحر الأحمر كان يتيسر النقل منه فى المراكب إلى القلزم ومن هناك ينقل إلى البحر الرومى بواسطة الخليج الذى كان بين البحرين ثم ينقل إلى أنطاكيا، ومن هناك يسافر فى نهر الأردن ثم ينقل إلى مدينة تدمر فى البر، فيسافر به فى البر ثلاثين فرسخا.

ومما يؤكد أنه فى صحراء مصر قول بلين وأوزيب وأرستيد وغيرهم، وقد عين بطليموس محله تعيينا شافيا يزيل الشك حيث قال: إن جبل البوفير فى الصحراء شرقى النيل وهو إلى البحر الأحمر أقرب منه إلى النيل وعرض محله ست وعشرون درجة وأربعون دقيقة، وهو فى محازاة مدينة أبيدوس وديوسبوليس باروا.

ومن استكشافات ويلكينسون وغيره ظهر أنه فى بحرى الطريق الموصل من قنا إلى القصير وأن بينه وبين جبل الفطيرة خمسا وخمسين ميلا جغرافيا، وهو فى الجبل المعروف بجبل الدخان فى محاذاة منفلوط وأسيوط فى عرض سبع وعشرين درجة وعشرين دقيقة ومنه إلى البحر الأحمر خمس وعشرون ميلا جغرافيا ومنه إلى أسيوط مائة وعشرون ميلا وإلى قفط ثمانون ميلا والمنيا القريبة منه هى ميناميو سهورموس، وقد عثر ويلكينسون المذكور فى ذلك الجبل على آثار كثيرة ومحاجر عظيمة، ومدينة متسعة حيطان منازلها قائمة، وحاراتها مستقيمة ظاهرة.

وهناك بئران للماء إحداهما نقر فى حجر البورفير وقطره خمسة عشر قدما والبلد