للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السماق من وادى الفواخير وسمى بالفواخير لكثرة ما يوجد به من شقاف الفخار الدالة على كثرة من السكان وقد عثر ويلكينسون الانكليزى على أثر ألف وثلثمائة مسكن من مساكن الشغالة وأثر معبد من زمن أويرجيت الأول.

وما وجده من الكتابات يدل على أن الاستخراج من هذه المحاجر كان فى زمن الفراعنة الأقدمين وأن المقدس الذى كان معبودا فى هذه الجهة أمون خيم أو خميس واليونان يقولون: بان وهو عين ماء كان يقدس فى جبل الزمرد ومدينة عيذاب وقد استحصل السياحون على أدعية كثيرة منقوشة هناك على نحو ثمان وثمانين موضعا نقشها فيها السياحون والشغالة فى تلك الجهة، وويلكينسون هذا هو جاردنير ويلكينسون الإنكليزى تعين بأمر المرحوم العزيز محمد على فى سنة ألف وثمانمائة واثنتين وعشرين ميلادية لكشف هذه الصحراء الشرقية التى بين النيل والبحر الأحمر فاستصحب معه موسيو بورتن وبسياحتهما فى نواحيها استدلا على آثار كثيرة قديمة وعينوا مواضع كانت قبل ذلك غير معينة بالضبط مثل مينا ميو سهورموس، والطريق التى بينها وبين مدينة قفط وطرق أخرى كثيرة موصلة من النيل إلى البحر الأحمر وكانت مستعملة قديما فى أسفار التجار واستكشفوا مدينتين عتيقتين إحداهما فى جبل الدخان عند محل محجر البورفير- (السماق) -الذى كان الرومانيون يستخرجون منه ما يزينون به معابدهم ومبانيهم، والثانية فى جبل الفطيرة/عند محجر الصوان العتيق ويظهر مما نقل عن الأقدمين أن المصريين كانوا لا يستعملون حجر البورفير مع معرفتهم به وبمحله وذلك لصعوبة قطعه ونحته فكانوا يعدلون عنه إلى الرخام والمرمر ونحو ذلك لسهولته وقلد المصريين فى ذلك اليونانيون زمن البطالسة ولما حكم الرومانيون أرض مصر فى زمن القياصرة كثر استعماله.

ومن ابتداء القرن الثالث من الميلاد أكثروا منه واستعملوه فى الجرون وهى التوابيت التى توضع فيها جثث الأموات وفى الأهوان وفساقى الحمامات ونحو ذلك، وبالتحرى والبحث اتضح أن الجرن الذى به جثة القيصر نيرون هو من هذا النوع وذكر أرستيد أن الشغالة الذين كانوا يقطعونه وينقلونه هم المذنبون فكانوا بحسب ذنوبهم يرسلون إلى تلك الجهات لاستخراج الأحجار والمعادن، وكانوا بسبب كونهم فى الصحراء البعيدة عن البلاد الخالية عن المياه لا يهتم بخفارتهم وحراستهم لعدم خوف