ثم قال: وهو أبو الحسن الإمام الذى تنسب إليه الزيدية إحدى طوائف الشيعة سكن المدينة وروى عن أبيه على بن الحسين زين العابدين. وقال ابن حبان: أنه رأى جماعة من الصحابة. وقيل لجعفر الصادق ﵁: أن الرّافضة يتبرءون من عمك زيد؛ فقال: برئ الله ممن تبرأ من عمى كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا فى دين الله وأوصلنا للرّحم، والله ما ترك فنا لدنيا ولا لآخرة مثله، وكان نقش خاتمه: اصبر تؤجر، اصدق تنج
[وسبب قتله]
أنه قام لقتال هشام بن عبد الملك لفتنة وقعت بينهما، وبايعه أهل الكوفة ثم نقضوا عهده كما نقضوا عهد أبيه وجدّه ﵃؛ فقاتل قتالا شديدا وهزم الجيوش مرارا فرمى بسهم فى جبهته اليسرى ثبتت فى دماغه، فأنزلوه فى دار وأتوه بطبيب فانتزع النصل فضج زيد. ومات رحمه الله تعالى لليلتين خلتا من شهر صفر سنة اثنتين وعشرين ومائة وعمره اثنان وأربعون سنة؛ فدفنوه فى الحفرة التى يؤخذ منها الطين وأجروا عليه الماء وتفرق أصحابه، ثم ان يوسف بن عمر رئيس جيش هشام تتبع الجرحى فى الدور حتى دل على زيد فى يوم جمعة؛ فأخرجه وقطع الرأس وبعث به إلى هشام فدفع لمن وصل به عشرة آلاف درهم ونصبه على باب دمشق، ثم أرسله إلى المدينة وسار منها إلى مصر، وأما الجسد فصلبه يوسف بالكناسة وأقام عليه الحرس فمكث مصلوبا سنتين ثم ان هشاما آل أمره إلى الحرق بعد أن أخذ بنو العباس دمشق، وآل أمر يوسف إلى أن قطع وجعل على كل باب من أبواب دمشق منه عضو.
وقد أطال المقريزى فى ترجمة زيد وبيان سبب قتله فارجع إليه تجده مبسوطا.
ثم قال المقريزى: وهذا المشهد باق بين كيمان مدينة مصر يتبرك الناس بزيارته ويقصدونه لا سيما فى يوم عاشوراء، والعامة تسميه زين العابدين وهو وهم، وإنما زين العابدين أبوه وليس قبره بمصر بل بالبقيع، انتهى.
ولكن شهرة هذا المشهد بزين العابدين قديمة فقد عدّ ابن جبير مشاهد أهل البيت التى بمصر فى رحلته التى عملها فى أواخر القرن السادس فعدّ منها مشهد على بن الحسين ابن على ﵃ أجمعين.
[الجامع الزينبى]
هذا الجامع بخط قناطر السباع من ثمن درب الجماميز، وهو مسجد شهير