جامع وحرم آمن واسع ولم أقف على أول من أنشأه، وإنما فى نزهة الناظرين:
أن الأمير على باشا الوزير المتولى سنة ست وخمسين وتسعمائة أجرى مدة ولايته عدّة عمائر من ضمنها أنه عمر مقام السيدة زينب ﵂ بقناطر السباع عمارة جيدة عظيمة، انتهى.
وفى رسالة الصبان فى أهل البيت: أن الأمير عبد الرحمن كتخدا فى سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف جدّد رحاب السيدة زينب ﵂، ووسعه/وبنى بجوارها رحاب سيدى محمد العتريس أخى سيدى إبراهيم الدسوقى وأنشأ بها الساقية والحوض.
وفى تاريخ الجبرتى: أن مشهد السيدة زينب، ﵂، عمره الأمير عبد الرحمن كتخدا القاز دغلى فى جملة عمائر وذلك سنة أربع وسبعين ومائة وألف، فلم يزل على ذلك إلى أن ظهر به خلل ومال شقه فانتدب لعمارته عثمان بيك المعروف بالطنبورجى المرادى فى سنة اثنتى عشرة ومائتين وألف فهدمه وكشف أنقاضه، وشرعوا فى بنائه فأقاموا جدرانه ونصبوا أعمدته وأرادوا عقد قناطره، فحصلت حادثة الفرنسيس فبقى على حالته إلى أن خرج الفرنسيس من أرض مصر وحضرت الدولة العثمانية فأنهى - خدمة الضريح - الأمر للوزير يوسف باشا فأمر بإتمامه على طرف الميرى، ثم وقع التراخى فى ذلك إلى أن استقر قدم محمد على باشا فى ولاية مصر واهتم بذلك فشرعوا فى إكماله وتسقيفه وتقيّد لمباشرة ذلك ذو الفقار كتخدا فتم على أحسن ما كان وأحدثوا به حنفية وفسحة وزخرفوه بالنقوشات والأصباغ.
ولما كان يوم الجمعة رابع عشر شهر ربيع الثانى سنة سبع عشرة ومائتين وألف صليت به الجمعة، فحضر محمد على باشا والدّفتر دار والمشايخ وصلوا به الجمعة، وبعد انقضاء الصلاة عقد الشيخ محمد الأمير المالكى درس وظيفته وأملى حديث: ﴿(إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ)﴾ الآية (١) والأحاديث المتعلقة بذلك وخلع عليه الباشا بعد ذلك خلعة، وكذا خلع على الإمام أيضا، انتهى.
وفى بعض نقوشه ما يدل على أنّ المحروقى أجرى فيه عمارة، وكان المرحوم عباس باشا فى جلوسه على تخت مصر مشغوفا بعمائر مشاهد أهل البيت؛ فعزم على عمارته وتوسعته فاخترمته المنية قبل بلوغ آماله رحمه الله تعالى رحمة واسعة.