وفى سنة خمس وسبعين ومائتين وألف فى حكم المرحوم سعيد باشا أجريت به العمارة على الرسم الذى كان قد عزم عليه المرحوم عباس باشا فتم بناؤه عليه، وكان ذلك على يد ناظر الأوقاف محب الخيرات المرحوم إبراهيم أدهم باشا، فهو الذى أدخل فيه الرّحبة التى كانت فى جهته البحرية المتصلة بمقام الشيخ العتريس والعيدروس (١)، وضرب على الجميع سورا من درابزين الحديد ارتفاعه أكثر من متر وفرشها بترابيع الرخام الأبيض وسقفها على بوائك من الخشب محمولة على أعمدة من الخشب المصبوغ بلون الرخام وجعل عليها ثمانية قباب صغيرة.
وفى ذلك السور باب يوصل إلى المسجد وإلى العيدروس والعتريس، وإلى المشهد الشريف بعد النزول فى سلالم من الرخام، وبين المشهد ومقام العتريس والعيدروس من الجهة البحرية باب فى نهاية الدّرابزين يوصل أيضا إلى المشهد والجامع، ويليه فى الجدار الغربى الجديد باب يسمى الباب المقبول يكون الضريح عن شمال الداخل منه يقفل عليه باب مصفح من نحاس، وبأعلاه لوح رخام أزرق مكتوب عليه بماء الذهب هذا البيت:
بقاع بها صح الحديث مؤرخا … بإسناده خير البقاع المساجد
وبأعلى ذلك أقماط وعقود من الحجر النحيت، وبداخله طرقة مفروشة بالرخام تمتد إلى مقصورة الجامع يمينا وشمالا إلى باب المشهد وباب الحنفية، وعن يمين الداخل منه إيوان مفروش بالبلاط يعمل فيه الأذكار ونحوها، وفيه سلم يوصل إلى محل يقاربه.
ويلى ذلك الباب باب يدخل منه إلى الحنفية والمطهرة عليه أبيات فى لوح رخام أزرق هى:
فى ظل أيام السعيد محمد … رب الفخار مليك مصر الأفخم
من فائض الأوقاف أتحف زينبا … عون الورى آل النبى الأكرم
قد شاد إبراهيم أدهم خدمة … هذا البنا للطهر فرض المسلم
من يأت ينوى للوضوء مؤرخا … يسعد فإن وضوءه من زمزم
يعنى سنة ست وسبعين ومائتين وألف. وبداخله ساحة مفروشة بالرخام بها إيوانان مسقوفان بأعلى أحدهما إيوان صغير يصعد إليه بسلم، وفى وسط الساحة حنفية وهى