عشرة سنة وهو كامل الحواس، إذا قام نهض نهوض الشاب القوى، ودفن ببستان المجاورين، وكان يكتم سنى عمره رحمه الله تعالى.
[ترجمة الفاضل الشيخ محمد بن حسن المعروف بالمنير]
وينسب إليها كما فى الجبرتى أيضا الأستاذ الفاضل الشيخ محمد بن حسن بن محمد بن أحمد جمال الدين ابن بدر الدين الشافعى الأحمدى ثم الخلوتى السمنودى الأزهرى، المعروف بالمنير، ولد بسمنود سنة تسع وتسعين وألف وحفظ القرآن وبعض المتون، وقدم الجامع الأزهر وعمره عشرون سنة، فجوّد القرآن على الإمام المقرئ على بن محسن الرميلى، وتفقه على جماعة منهم الشيخ شمس الدين السجينى والشيخ على أبى الصفا الشنوانى.
وسمع الحديث على أبى حامد البديرى وأبى عبد الله محمد بن محمد الخليلى، وأجازه فى سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف، وأخذ الطريق ببلده على سيدى على بن زنقل الأحمدى، ولما ورد مصر اجتمع على السيد مصطفى البكرى فلقنه طريقة الخلوتية، وانضوى إلى الشيخ شمس الدين محمد الحفني فقصر نظره عليه، فلم يكن ينسب فى التصوف إلا إليه، وحصّل جملة من الفنون الغريبة كالزايرجة والأوفاق، وكان ينزل وفق المائة فى المائة ويتنافس الأمراء والملوك لأخذه منه، وقد أقرأ القرآن مدة وانتفع به الطلبة، وكان صعبا فى الإجازة، ولا يجيز أحدا إلا إذا قرأ عليه الكتاب الذى يطلب الإجازة فيه بتمامه، ولا يرى الإجازة المطلقة.
وفى آخره انتهى إليه الشأن وأتته الهدايا من الشام والروم والعراق، وانكف بصره وانقطع للتدريس فى منزله بالقرب من قنطرة الموسكى، داخل العطفة بسويقة الصاحب، ولازم الصوم نحو ستين عاما، وعمّر حتى ألحق الأحفاد بالأجداد، ومات سنة ألف ومائة وتسع وتسعين ودفن بالزاوية الملاصقة لمنزله، ﵀، انتهى.