للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وانتهى إلى قاعة العواميد عوّق من معه من المماليك عن الدخول معه، ووثب به المماليك الذين أعدّهم المعز، وتناولوه بالسيوف، فهلك لوقته، وغلقت أبواب القلعة وانتشر الصوت بقتله فى البلد. فعند ذلك تواعد أصحابه وخشداشيته، وهم نحو السبعمائة فارس على الخروج من مصر إلى الشام، فخرجوا بالليل من بيوتهم بالقاهرة إلى جهة باب القرّاطين، ومن العادة أن تغلق أبواب القاهرة بالليل، فألقوا النار فى الباب حتى سقط من الحريق، وخرجوا منه، فقيل له من ذلك الوقت الباب المحروق وعرف به.

[حكاية قتل الملك المظفر حاجى]

ولما قتل الملك المظفر حاجى بن الملك الناصر محمد بن قلاوون دفن بتربة بالقرب من هذا الباب. (انتهى). قال ابن إياس إن الملك المظفر حاجى كان مولعا بالحمام، عمل لها خلاخيل الذهب فى أرجلها وألواح الذهب فى أعناقها، وصنع لها مقاصير من خشب الآبنوس وطعّمها بالعاج، وأقام لها غلمانا يكلفونها، فصرف على ذلك أموالا جزيلة. قال الشيخ شهاب الدين بن أبى حجلة: وقد اشتغل بلعب الطيور عن تدبير الأمور والنهى عن الأحكام بالنظر إلى الحمام؛ فجعل السطح داره، والشمس سراجه، والبرج مناره، وأطاع سلطان هواه، وخالف من ينهاه، وخرج فى ذلك عن الحد وصار لا يعرف الهزل من الجد.

ثم لما أراد الأمراء نهيه فلم ينته، وغضب وقتل الحمام، وقال: هكذا ذبح الأمراء، فقاموا عليه قومة واحدة، فهرب وضبط وقتل عند الباب المحروق، ودفن هناك. (انتهى).

ثم بعد هذه الفتحة رحبة كبيرة بدائرها البيوت، وبعد ذلك السور. وهناك زاويتان:

إحداهما تعرف بزاوية شرارية، بها مزار تضع الناس عليه الخرق الجديدة الملونة نذرا متى قضيت حاجاتهم، والأخرى تعرف بزاوية الشيخ خميس وبزاوية المره وبزاوية الخضرى، وهى عن يمنة من سلك من هذا الشارع إلى السور، شعائرها مقامة من أوقافها بنظر الشيخ أحمد رفاعى من علماء السادة المالكية.

وعطفة الشرارية هذه هى خوخة الأرقى التى ذكرها المقريزى وقال إنها بحارة الباطلية يخرج منها إلى سوق الغنم وغيره. (انتهى).

هذا وصف جهة اليمين من الفرع المذكور، وأما وصف جهة اليسار منه فبها عطفة غير نافذة لا غير، وتعرف بعطفة حوش المغاربة.