أوله من آخر شارع الجودرية، وآخره شارع درب سعادة وطوله ثلثمائة وأربعون مترا.
وبأوله ضريح يعرف بضريح سيدى حبيب النجار بقرب بيت السنانيكلى.
وعن يسار المارّ بآخره: عطفة تعرف بعطفة الصابونجية غير نافذة.
وبه جامع قديم يعرف بجامع فيروز به ضريحه عليه قبة مرتفعة، وله منارة، وشعائره غير مقامة لتخربه، وكان يعرف أولا بالمدرسة الفيروزية، أنشأها الأمير فيروز الجركسى فى القرن التاسع، ولما مات دفن بها كما ذكر ذلك السخاوى فى «الضوء اللامع».
وبجوار هذه المدرسة المحل المعروف بالمنجلة المعد لمنجلة القطنى والشاهى ونحو ذلك.
وهذا الشارع كان يعرف أولا بخط الملحيين. قال المقريزى: هذا الخط فيما بين الوزيرية والبندقانيين من وراء دار الديباج، وتسميه العامة خط طواحين الملوحيين (بواو بعد اللام وقبل الحاء المهملة)، وهو تحريف وإنما هو خط الملحيين عرف بطائفة من طوائف العسكر فى أيام الخليفة المستنصر بالله يقال لها الملحية، وهم الذين قاموا بالفتنة فى أيام المستنصر إلى أن كان من الغلاء ما أوجب خراب البلاد ونهب خزائن الخليفة المستنصر، فلما قدم أمير الجيوش بدر الجمالى إلى القاهرة وتقلد وزارة المستنصر، وتجرد لإصلاح إقليم مصر وتتبع المفسدين وقتلهم، وسار فى سنة سبع وستين وأربعمائة إلى الوجه البحرى، وقتل لواته، وقتل مقدمهم سليمان اللواتى وولده، واستصفى أموالهم، ثم توجه إلى دمياط، وقتل فيها عدة من المفسدين فلما أصلح جميع البر الشرقى عدى إلى البر الغربى وقتل جماعة من الملحية وأتباعهم بثغر الإسكندرية، بعد ما أقام أياما محاصرا البلد وهم يمتنعون عليه ويقاتلونه إلى أن أخذها عنوة، فقتل منهم عدة كثيرة.
وكان بهذا الخط عدة من الطواحين فسمى بخط طواحين الملحيين، وبه إلى الآن يسير من الطواحين. (انتهى).
(قلت): وفى وقتنا هذا لم يكن بهذا الشارع شئ منها بالكلية.