للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[القسم العاشر: شارع السيدة زينب]

أوله من قنطرة السيدة، وآخره بوابة الخلاء بجوار جامع الحبيبى.

[[قنطرة السيدة]]

وقنطرة السيدة هذه هى التى سماها المقريزى بقناطر السباع حيث قال: هذه القناطر جانبها الذى يلى خط السبع سقايات من جهة الحمراء القصوى، وجانبها الآخر من جهة جنان الزهرى، وأول من أنشأها الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى، ونصب عليها سباعا من الحجارة، فإن رنكه كان على شكل سبع، فقيل لها قناطر السياع من أجل ذلك، وكانت عالية مرتفعة، فلما أنشأ الملك الناصر محمد بن قلاوون الميدان السلطانى فى موضع بستان الخشاب حيث موردة البلاط، وتردد إليه كثيرا صار لا يمر إليه من قلعة الجبل حتى يركب قناطر السباع، فتضرر من علوها، وقال للأمراء: إن هذه القنطرة حين أركب إلى الميدان وأركب عليها يتألم ظهرى من علوها، ويقال إنه أشاع هذا والقصد إنما هو كراهته لنظر أثر أحد من الملوك قبله وبغضه أن يذكر لأحد غيره شئ يعرف به، وهو كلما يمر بها يرى السباع التى هى رنك الملك الظاهر، فأحب أن يزيلها لتبقى القنطرة منسوبة إليه ومعروفة به كما كان يفعل دائما فى محو آثار من تقدمه وتخليد ذكره ومعرفة الآثار به ونسبتها له، فاستدعى الأمير علاء الدين على بن حسن المروانى-والى القاهرة وشادّ الجهات-وأمره بهدم قناطر السباع وعمارتها أوسع مما كانت بعشرة أذرع وأقصر من ارتفاعها الأوّل، فنزل ابن المروانى وأحضر الصناع ووقف بنفسه حتى انتهت فى جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وسبعمائة فى أحسن قالب على ما هى عليه الآن. (انتهى).