بطائين مهملتين بينهما هاء وفى آخر ألف لينة هكذا يستعمله العلماء فى كتبهم قديما وحديثا، وتستعمله العامة والعلماء أيضا فى كلامهم بالحاء المهملة بدل الهاء، وهو اسم لمدينة شهيرة بمديرية دجرجا فى غربى البحر الأعظم بنحو نصف ساعة، وهى رأس القسم الذى يلى مديرية أسيوط، وبها قاضى ولاية وضبطية، وحكيم ومهندس، وكان بجهتها البحرية ورشة أقمشة متسعة، بيع أكثرها للأهالى زمن المرحوم سعيد باشا، وبنى فى محلها قصور، وفى بعضها ديوان القسم والتلغراف بجميع لوازمه، وكان فى شمالها الغربى قصر متسع للحكومة، كانت تنزل فيه الصناجق بعساكرها، بيع أكثره وجعل خانات وعصارات للزيت ومنازل، وكان حواليها تلال شامخة، أزيلت زمن العزيز محمد على، وبنى الآن محلها قصور مشيدة، ومنازل وخانات وقيساريات، وأبنيتها من أعظم أبنية مدن الصعيد، إلاّ أن حاراتها ضيقة ذات اعوجاج، وفى وسطها قيساريات فى أحسن وضع وخانات كذلك، وفيها أغلب أنواع البضائع المصرية وغيرها وأكثر أهلها تجار لا سيما فى الغلال، فإنهم يسلمون فيها قبل المحصول أهل البلاد المجاورة نحو الثلاثين قرية.
[[مساجد طهطا وجوامعها]]
وفيها كثير من الجوامع المشيدة العامرة ذات المنارات، وأشهرها وأعظمها مسجد سيدى أبى القاسم الحسينى، وهو مسجد جامع عتيق متسع بمنارة، مقام الشعائر دائما عامر بالصلاة وإقراء العلم، وقد هدمه/وأعاده سعادة الأمير عبد اللطيف باشا، بعد سنة سبعين ومائتين بعد الألف، فجعله من أحسن مساجد الصعيد، وجعل عمده من الآجر المنحوت الأسود، وفرش أرضه بالبلاط النفيس، وجعل ميضأته أكثر من عشر فى عشر مغطاة بسقف من