هو بخط الخرنفش تجاه دار نقيب الأشراف السيد البكرى، ويعرف أيضا بجامع عباس باشا بسبب أن المرحوم عباس باشا ابن طوسون باشا ابن العزيز محمد على كان ساكنا بالدار التى أمامه وله فيه بعض تغييرات فعرف به، يشتمل على أربعة لواوين وبه خزانة كتب وقبر الشيخ أحمد الشهير بالسبكى، وله مطهرة ومنارة وشعائره مقامة، ويقال له: جامع الباسطى وأوقافه تحت نظر الديوان.
قال المقريزى: هذا الجامع بخط الكافورى من القاهرة كان موضعه من أراضى البستان، ثم صار مما اختط فأنشأه القاضى عبد الباسط بن خليل بن إبراهيم الدمشقى ناظر الجيوش فى سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، ولم يسخر أحدا فى عمله بل وفى لهم أجورهم حتى كمل فى أحسن هندام وأكيس قالب وأبدع زى ترتاح النفوس لرؤيته وتبتهج عند مشاهدته، فهو الجامع الزاهر والمعبد الباهى الباهر ابتدئ فيه بإقامة الجمعة فى اليوم الثانى من صفر سنة ثلاث وعشرين، ورتب فيه خطيبا وإماما وصوفية وولى مشيخة التصوف عز الدين عبد السلام بن داود بن عثمان المقدسى الشافعى أحد نواب الحكم، وأجرى للفقراء الصوفية الخبز فى كل يوم والمعلوم فى كل شهر، وبنى لهم مساكن وحفر صهريجا يملأ من ماء النيل ويسبل فى كل يوم فعم نفعه وكثر خيره انتهى.
[ترجمة عبد الباسط]
وفى الضوء اللامع للسخاوى: أن عبد الباسط هو عبد الباسط بن خليل واختلف فيمن بعده فقيل إبراهيم وهو المعتمد وقيل يعقوب الدمشقى ثم القاهرى. وهو أول من تسمى بعبد الباسط ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة ونقل عنه: أنه فى سنة تسعين كان بدمشق ونشأ بها فى خدمة كاتب سرها البدر محمد بن موسى بن محمد بن الشهاب محمود واختص به، ثم اتصل من بعده بشيخ كان نائبا بدمشق ولم ينفك عنه حتى قدم معه الديار المصرية بعد قتل الناصر فرج وسلطنة المستعين بالله، فلما تسلطن شيخ ولقب بالمؤيد أعطاه نظر الخزانة والكتابة بها ودام فيها مدة اشترى فى أثنائها بيت تنكز فأصلحه وكمله وجعله سكنا له هائلا واستوطنه، وعمر تجاهه مدرسة بديعة انتهت فى أواخر سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، وسلك طريق عظماء الدولة فى الحشم والخدم والمماليك من سائر الأجناس والندماء وربما ركب بالسرج الذهب والكتبوش الزركش