ومع كثرة مخلفاته فذريته من بعده لم ينجحوا، بل اغتروا بكثرة الأموال، وأمنوا غائلة الدهر، فخانهم وقهرهم، وصرفوا الأموال فى غير وجهها، وخالطوا الأوباش، وغلبت عليهم طباعهم، سيما مع عدم تربيتهم الأصلية، وقد حاول الديوان إصلاحهم، ورتب بعضهم فى الوظائف الميرية، فلم يصلحوا وساء سيرهم وسيرتهم، وركبتهم الديون، والتحقوا بمن لا خلاق لهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
[ترجمة طاهر باشا]
وأما والده فقد ترجمه الجبرتى فى تاريخه، فقال: هو الصدر المعظم والدستور المكرم الوزير طاهر باشا، ويقال إنه ابن أخت العزيز محمد على، وكان ناظرا على ديوان الجمرك ببولاق، وعلى الخمارات، وكانت مصارفه من ذلك، /وشرع فى عمارة داره التى بالأزبكية، بجوار بيت الشرايبى، تجاه جامع أزبك على طرف الميرى، واحترق منها جانب، ثم هدم أكثرها، وخرج بالجدار إلى الروضة، وأخذ منها جانبا، وأدخل فيه بيت رضوان كتخدا، الذى يقال له: ثلاثة ولية، تسمية له باسم عمودى الرخام الملتقيين على مكسلتى الباب الخارج، وشيد البناء بخرجات فى العلو متعددة، وجعل بابه مثل باب القلعة، ووضع فى جهتيه العمودين المذكورين، وصارت الدار كأنها قلعة مشيدة فى غاية من الفخامة، فما هو إلا أن قارب الإتمام وقد اعتراه المرض، فسافر إلى الإسكندرية بقصد تبديل الهواء، فأقام هناك أياما، وتوفى فى شهر جمادى الثانية سنة ألف ومائتين وثلاث وثلاثين، وأحضروا جثته أواخر الشهر، ودفنوه فى مدفنه الذى بناه محل بيت الزعفرانى بجوار السيدة زينب بقناطر السباع، وترك ابنه مراهقا، فأبقاه الباشا على منصب أبيه ونظامه وداره. انتهى.