والشرفاء من بلاد قنا، فحصلت بينهم وقعة مهولة مات فيها من جموع الشيخ أحمد ألوف كثيرة، ثم فر هاربا إلى بلاد الحجاز، وانقطع خبره.
وفى سنة ٤٤ جعل أحمد باشا حكمدار الأقاليم الوسطى، وجعل إقامته فى ناحية الفشن، وبنى بها هذه المبانى، وأصلح فيها كثيرا وأزال بعض تلولها، وفى سنة خمسين رفع من الخدمة، وبقى بيته إلى أن توفى فى سنة ثمان وستين هجرية، وكان ذا حدة وتكبر جبارا ظلوما غليظ القلب، قتل كثيرا من الناس أيام حكمه، لكنه قلل المفسدين من بلاد الصعيد والأقاليم الوسطى، وكان محبا للنساء، وخلف كثيرا من الذرية ذكورا وإناثا، باق منهم إلى الآن ستة من الذكور، وأربع من الإناث.
وترك كثيرا من العقار، وقد وقف أكثرها على زوجته، فمن أملاكه:
قصر بجزيرة بدران فى بحرى بولاق وبستان هناك نحو سبعين فدانا، وقد آل ذلك بالشراء إلى المرحوم طوسون باشا ابن المرحوم سعيد باشا، وبنى بها سراى بهجة نضرة، ومنها المنزل المعروف بثلاثة ولية فى الأزبكية، وهو الذى مات فيه، واشتراه المرحوم عباس باشا، وشرع فى بناء سراى فيه لنفسه، ومات قبل إتمامها، وهى الآن فى ملك الدائرة السنية، وسراى العتبة الخضراء التى هى الآن محل ديوان الداخلية والأشغال العمومية، ثم نقلا منها، وجعل فيها مجلس الحقانية المختلطة، هى ما بناه المرحوم عباس باشا فى هذا المنزل ماعدا الجنينة، وبعض زيادات فإنها حدثت فى مدة الخديوى إسماعيل باشا، وباقى السراى يقيم به عساكر المحافظة المعروفون بالكمسيون، وله منزل كبير بجوار سيدنا الحسين قريب من المحكمة الشرعية، إلى غير ذلك من الأملاك الكثيرة، التى يبلغ إيرادها شهريا نحو مائتى جنيه على ما يقال، غير الأمتعة والأثاث الكثير.