ولما مات سيده محمد بيك تولى إمارة الحاج وازداد عسفه وانحرافه خصوصا مع طائفة الفقهاء لأمور نقمها عليهم، منها حادثة الشيخ صادومة المتقدم ذكرها، ومنها واقعة الشيخ عبد الباقى بن الشيخ عبد الوهاب العفيفى، وهى أن الشيخ عبد الباقى طلق ابنة أخيه فى غياب زوجها على يد الشيخ حسن الجداوى المالكى على قاعدة مذهبه وزوجها من آخر. ثم حضر زوجها من الفيوم فرأى ذلك فذهب إلى يوسف بيك وشكاله فعل الشيخ عبد الباقى فطلبه فوجده غائبا فى منية عفيف، فأرسل إليه أعوانا أهانوه وقبضوا عليه ووضعوا الحديد فى رقبته ورجليه، وأحضروه فى صورة منكرة وحبسه فى حاصل أرباب الجرائم.
فعند ذلك ركب إليه الشيخ على الصعيدى والشيخ الجداوى وجماعة كثيرة من الفقهاء، وخاطبه الشيخ الصعيدى فى ذلك وقال له: ما هذه الأفعال وهذا قول فى مذهب/المالكية المعمول به؟ فقال: من يقول أن المرأة تطلق زوجها إذا غاب عنها وعندها ما يكفيها إلى وقت حضوره، ثم يأتى من غيبته فيجدها مع غيره. فقالوا له: نحن أعلم بالأحكام الشرعية. فقال: لو رأيت الشيخ الذى فسخ النكاح لضربته. فقال الشيخ الجداوى: أنا الذى فسخت النكاح على قاعدة مذهبى. فقام على أقدامه وصرخ وقال: والله أكسر رأسك.
فلما رأى الشيخ الصعيدى منه ذلك صرخ فى وجهه ولعنه ولعن من باعه ومن اشتراه ومن جعله أميرا. فعند ذلك توسط الحاضرون من الأمراء والأعيان وصاروا يسكنون الفتن ويطفئون ما اشتعل من النيران، وأحضروا الشيخ عبد الباقى من الحبس فأخذوه وخرجوا وهم يسبون الأمير المذكور.
[[واقعة الشيخ عبد الرحمن العريشى]]
ومنها أيضا واقعة الشيخ عبد الرحمن العريشى وهى: إنه لما توفى صهره وهو الشيخ أحمد المعروف بالسقط جعله القاضى وصيا على أولاده وتركته،