يبتدئ من قراقول الأشرفية، وينتهى إلى باب شارع الكحكيين، وفى رأسه على يسار المارّ به باب شارع الصنادقية - وسيأتى بيانه فى محله - ثم يليه عطفة صغيرة ضيقة جدا بها مستوقد الحمام الذى بشارع الصنادقية، ثم بعد هذه العطفة وكالة كبيرة تعرف بوكالة الزيت، ثم يليها باب شارع التبليطة - وسيأتى بيانه فى محله - ثم بعد ذلك تجد وكالة تعرف بوكالة «الست»، ثم يليها باب شارع الكحكيين الذى هو نهاية الشارع المذكور.
وأما جهة اليمين فيجد المارّ بها من رأس الشارع وكالة يعقوب بيك، وهى تجاه شارع الصنادقية. وخلف هذه الوكالة الزقاق المستطيل المعروف بالتربيعة. ثم يجد المارّ أيضا أربع عطف يتوصل منها إلى التربيعة وإلى سوق الفحّامين، وإحدى هذه العطف - وهى التى تجاه التبليطة - تعرف بالشرم والجمالون.
[مطلب جامع الغورى]
وبوسط هذا الشارع جامع الغورى المشهور، وهو جامع عظيم يصعد إليه بدرج على يمين المارّ من الغورية طالبا باب زويلة، أنشأه السلطان قانصوه الغورى مدرسة تشتمل على إيوانين كبيرين، وآخرين صغيرين، ومنبر من الخشب النقى، بديع الصنعة يقصده السيّاحون للفرجة، ويقال إن بها طلّسما لمنع الذباب أن يدخلها، ولها منارة عظيمة مرتفعة. وأنشأ فى مقابلتها خانقاه، ومكتبا، وسبيلا، ومدفنا عليه قبّة، ووقف على جميع ذلك أوقافا كثيرة، وذلك فى سنة إحدى عشرة وتسعمائة، وهى عامرة إلى الآن، وشعائرها مقامة من ريع أوقافها بنظر الديوان. وذكر ابن سنبل أنه كان فى محلها مسجد متخرّب، وكان فى مقابلته مسجد آخر متخرّب أيضا، وأراد أحد الطواشية أن يجدّد أحدهما، فمنعه السلطان الغورى، وبنى مدرسته هذه وقبّة المدفن والسبيل فى محلهما. (انتهى).