الصغير، أغلب بنائها بالآجر، وبها جامع بمئذنة، وبعض أشجار، وليس لها سوق، وتكسب أهلها من الزراعة.
[(ترجمة الشيخ سلطان المزاحى)]
وممن نشأ منها من أفاضل العلماء الشيخ سلطان المزاحى، المترجم فى خلاصة الأثر بأنه سلطان بن أحمد بن سلامة بن إسماعيل، أبو العزائم، المزاحى المصرى، الأزهرى، الشافعى، إمام الأئمة، وبحر العلوم، وسيد الفقهاء، وخاتمة الحفاظ والقراء، فريد العصر، وقدوة الأنام، وعلامة الزمان، الورع العابد الزاهد، الناسك الصوّام القوام، قرأ بالروايات عن الشيخ الإمام المقرئ سيف الدين بن عطاء الله الفضالى بفتح الفاء، البصير.
وأخذ العلوم الدينية عن النور الزيادى، وسالم الشبشيرى، وأحمد بن خليل السبكى، وحجازى الواعظ، ومحمد القصرى تلميذ الشربينى الخطيب، واشتغل بالعلوم العقلية على شيوخ كثيرين، وأجيز بالإفتاء والتدريس سنة ثمان بعد الألف، وتصدر بالأزهر للتدريس، فكان يجلس كل يوم مجلسا يقرأ فيه الفقه إلى قبيل الظهر، وبقية أوقاته موزعة لقراءة غيره من العلوم، وانتفع الناس بمجلسه وبركة دعائه، وطهارة أنفاسه، وصدق نيته، وصفاء ظاهره وباطنه، وموافقة قوله لعمله.
وأخذ عنه جمع كثير من العلماء المحققين، منهم الشمس البابلى، والعلامة الشبراملسى، وعبد القادر الصفورى، ومحمد الخباز البطنينى الدمشقيان، ومنصور الطوخى، ومحمد البقرى، ومحمد بن خليفة الشوبرى، وإبراهيم المرحومى، والسيد أحمد الحموى، وعثمان النحراوى، وجاهينى الأرمناوى، ومحمد البهوتى الحنبلى، وعبد الباقى الزرقانى المالكى، ومنهم أحمد البشبيشى. وغيرهم ممن لا يحصى كثرة.
وجميع فقهاء الشافعية بمصر فى عصرنا لم يأخذوا الفقه إلا عنه. وكان يقول: من أراد أن يصير عالما فليحضر درسى؛ لأنه كان فى كل سنة يختم نحو