للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى يحفظها، وقص عليه أحمد بن طولون رؤيا؛ فقال: رأيت أول الليل نورا سطع حتى ملأحول هذا الجامع وهو مظلم، ورأيت آخر الليل رسول الله .

فقلت له: أين أموت وأين أدفن. فأشار بيده هكذا بأصابعه الخمسة، فقال له: عندى فى ذلك أن ما حول هذا الجامع يخرب حتى لا يبقى سواه، وذلك من قوله تعالى: ﴿(فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً)(١)، وأما إشارة رسول الله ، فإنه يقول: هذه خمس لا يعلمهن إلا الله. ﴿(إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(٢).

قال سلامة القضاعى: أتيت أبى يوما محلوق الرأس فغضب وقال: ما هذه المثلة؟، فقلت له: وما المثلة؟. قال: حلق الرأس واللحية.

وكانت وفاته سنة تسع وتسعين وثلثمائة، انتهى.

[ترجمة الشيخ سلامة القضاعى]

وفى وفيات الأعيان لابن خلكان: أن أبا عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن على ابن حكمون بن إبراهيم بن محمد بن مسلم القضاعى الفقيه الشافعى صاحب كتاب الشهاب تولى القضاء بمصر نيابة من جهة المصريين وتوجه رسولا منهم إلى جهة الروم.

وله عدة تصانيف منها: كتاب الشهاب، ومناقب الإمام الشافعى ، وكتاب الإنباء عن الأنبياء، وتواريخ الخلفاء، وكتاب خطط مصر، وكان متفننا فى عدة علوم، وحج فى سنة خمس وأربعين وأربعمائة وتوفى بمصر سنة أربع وخمسين وأربعمائة.

والقضاعى: بضم القاف وفتح الضاد المعجمة وبعد الألف عين مهملة، نسبة إلى قضاعة. ويقال: هو من/حمير وهو الأكثر. واسم قضاعة: عمرو بن مالك وينسب إليه قبائل كثيرة منها: كلب وبلىّ وجهينة وعذرة، انتهى.

وأما الجزء الآخر من الدار فأنشأ فيه حماما حسنة وقفها على الجامع، وبنى ربعا على باب الميضأة ووقفه عليه أيضا وبنى بجوار الحمام دارا لسكناه بقرب الباب الأخضر


(١) سورة الأعراف: ١٤٣.
(٢) سورة لقمان: ٣٤.