ورأيناه على قدم عظيم إلا أنه أمى أغلق اللسان لا يكاد يفصح عن المقصود وأعطى القبول التام فى دولة ابن عثمان وأقبل عليه العسكر إقبالا زائدا وأرادوا نفيه لذلك؛ فجمع نفسه وعمر له قبة وزاوية خارج باب زويلة ودفن فيها، وجعل فى الخلاوى المحيطة بقبته قبورا بعدد أصحابها على طريقة مشايخ العجم، وكان يقبل علىّ إقبالا زائدا لكن يقول: أنتم مشايخ الخير فكان لا يعجبه إلا المجاهدات من غير تخلل راحة. مات رحمه الله تعالى سنة أربعين وتسعمائة انتهى.
[تكية الحبانية]
هى بشارع الحبانية تجاه قنطرة سنقر بجوار سبيل السلطان محمود واجهتها غربية وأرضيتها مرتفعة عن الشارع بنحو ثلاثة أمتار ويكتنف بابها عمودان من الرخام يعلوهما دائرتان مكتوب فى إحداهما الله وفى الأخرى محمد وبين الدائرتين لوح مكتوب فيه: أنشأ هذه المدرسة المباركة حضرة مولانا السلطان المغازى محمود خان ابن السلطان مصطفى خان سنة أربع وستين ومائة وألف وبجانب التاريخ المذكور كرتان تفريغ من الحجر وبأعلى اللوح المتقدم شباك خرط مكتوب فيه: يا الله وعقد الباب من أعلى حجر مفرغ وفوقه بعض قيشانى وبدائر الواجهة من أعلى كرنيش من الحجر المنقوش بالتفريغ وثمانية شبابيك من الزجاج الملون، ثم يعلو الجميع شرفات من الحجر وبأسفل الواجهة عدة حوانيت تابعة لها وبداخل التكية عدة أود معدة لإقامة الدراويش وبوسطها فسقية بأربعة أعمدة من الرخام، وحولها جملة من الأشجار والنخيل وبجانبها الشرقى محل معد لإقامة الصلاة به محراب يكتنفه عمودان من الرخام الأسود، وداخل هذا المحل أودة مجعولة كتبخانة بها جملة من كتب الفقه والحديث والتفسير وغير ذلك، وأرضية هذه التكية جمبعها مفروش بالترابيع الحجرية وبها سافية ومرتفعات ومطبخ وشعائرها مقامة إلى الآن من ربع أوقافها.
[تكية حسن بن إلياس الرومى]
هذه التكية بشارع المحجر وإيرادها فى كل سنة أربعة آلاف قرش واثنان منها بالروزنامجة