المرآة: ولما ملك أحمد بن طيلون مصر حفر على أبواب الأهرام، فوجدوا فى الحفر قطعة مرجان، مكتوب عليها سطور باليونانى، فأحضر من يعرف ذلك القلم، فإذا هى أبيات شعر فترجمت فكان فيها:
أنا بانى الأهرام فى مصر كلها … ومالكها قدما بها والمقدم
تركت بها أثارا على وحكمتى … على الدهر لا تبلى ولا تتثلم
وفيها كنوز جمة وعجائب … وللدهر لين مرة وتهجم
وفيها علومى كلها غير أننى … أرى قبل هذا أن أموت فتعلم
ستفتح أقفالى وتبدو عجائبى … وفى ليلة من آخر الدهر تنجم
ثمان وتسعة وإثنتان وأربع … وسبعون من بعد المئين فتسلم
ومن يعد هذا جزء سبعين برهة … ويلقى البرابى تنحر وتهدم
تدبر فعالى فى صخور قطعتها … ستبقى وأفنى قبلها ثم تعدم
فجمع أحمد بن طولون الحكماء، وأمرهم بحساب هذه المدة، فلم يقدروا على تحقيق ذلك، فيئس من فتحها. انتهى.
[(هدم قراقوش الطواشى للأهرام)]
وتهجم عليها أيضا الطواشى قراقوش فى عهد السلطان صلاح الدين يوسف، وهدم كثيرا منها.
قال المقريزى: وقد كان منها (أى الأهرام) بالجيزة عدد كثير كلها صغار، هدمت فى زمن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، على يد الطواشى بهاء الدين قراقوش، أخذ حجارتها وبنى بها القناطر بالجيزة. وقد بقى من هذه الأهرام المهدومة أقلها.
وقال عند الكلام على القناطر، قال فى كتاب عجائب البنيان: إن القناطر الموجودة فى الجيزة من الأبنية العجيبة، ومن أعمال الجبارين، وهى نيف