وينسب إليها أيضا: العالم الفاضل الحاذق الماهر الشيخ محمد المسيرى، كان من الفضلاء الظاهرين بمدينة الإسكندرية وقت أن كان الإنكليز مسؤلين عليها قبل حكم العزيز محمد على، وكانوا من أهل الحل والعقد، ولما دخلت الفرنساوية مصر واستولوا عليها كان من ضمن السبعة الأعيان الذين اختارهم بونابارت فى تركيب مجلس لفصل قضايا الأهالى، فكان رئيس المجلس السيد محمد كريم والمسيرى أحد أعضائه.
وبعد أن خرجت الفرنساوية من مصر واستولى الإنكليز على الإسكندرية سنة سبع عشرة ومائتين وألف، حرر المذكور خطابا إلى بونابارت يخبره بما هو حاصل وقتئذ، وصورته كما فى كتاب الأنيس المفيد لدساسى: أن من أحسن ما خطر فى الضمائر، وبرز من مكنونات الذخائر ثناء أذكى من المسك عبيرا ودعاء أسرع من السحاب مسيرا إلى حضرة من أثار لعشيرته فى الأنام ذكرا، ورفع لهم لواء لا يستطيع غيره له نشرا، المتوصل بثاقب ذكره إلى المطالب القاصية، والمذلل برأيه وسياسته جوامح النواصى العاصية، الظاهر بمظهر الجلال والسابق بحزمه إلى المراتب العوال، ذى المهابة والوقار عند جميع الأجناس، والشهامة والكياسة عند الخاص والعام من الأكياس، حضرة صارى عسكر الجمهور الفرنساوية وإنسان عينهم، فعليه مدار القضية بونابارته جعل الله همته مصروفة فى الرشاد والصلاح ونظمه فى سلك أهل الفلاح، وأجرى على يديه راحة العباد وأجلى به الهموم والغموم والأنكاد، وصان ذاته من كل نقص وشين وتولى أمره باللطف فى الدارين، ولحظه بعين عنايته فى حركاته وسكناته، وكان له موفقا فى جميع تقلباته وتصرفاته.
أما بعد بسط يدى بصالح الأدعية ونشر الثناء فى جمع الأندية، فإنا نحمد لكم الله الذى لا إله إلا هو على كل حال، ونسأله أن يلطف بالجميع فى جميع الأحوال، وإننا لم ننس/لكم ذكرا، ولم نغفل عن الدعاء لكم سرا