وجهرا، ونعرفكم عن أحوال طرفنا وهو أن البلاد المصرية حاكمها بمصر المتصرف فى أمورها محمد باشا وباشا الإسكندرية خورشيد باشا، ولكن الكلام والتصرف فى الإسكندرية لطائفة الإنكليز، وأما الدخل والخرج فهو بيد العثملى. والغز يعنى المماليك كانوا فى الصعيد فتعين عليهم عساكر مرارا فتلاطموا معهم ووقعت بينهم محاربات وانهزامات وجراحات وأمور كثيرة.
والآن جاءوا إلى أرض الفيوم وبرزت لهم تجريدة عسكر كبيرة وما ندرى الآن ما حصل بينهم هل تلاطموا أولا، ومع الغز طائفة من الفرنساوية وهربت لهم عساكر من الأرنؤد. والنيل كان وافيا، وشاع فى البلد أن عساكر من متوجهة إلى أرض الشام مساعدة لمحمد باشا أبى مرق وإلى يافا لأنه وقع بينه وبين والى عكة مشاجرة فحاصره فاستغاث بالدولة فأغاثوه بمراكب صارى عسكرها أنجهـ بيك الذى وقع مركبه فى بوقير. ثم وقعت بينهم وبين عسكر الجزار ملاطمة، ثم جاء انجهـ بيك مصر، وهو الآن بها.
وشريف مكة مات وتولى أخوه، وذكروا أن بينه وبين بن أخيه حروبا منصوبة، وباشا جدة الحجاز توفى. وذكروا أن والى دمشق ووالى عكة اصطلحا بعد وقوع حروب بينهما، ووقع أيضا بينه وبين أهل دمشق حروب، وأخذ قلعتها وإلى الآن أبو مرق محاصر فى يافه.
وربنا يصلح أحوال البلاد، ويهنئ جميع العباد، ويلهم خلقه الرشد والسداد، وتفصيل الأمور يطول، والله تعالى يجرى فضله فى عباده ويعاملهم بلطفه وإحسانه وييسر لهم الاستقامة، ويجعلكم ممن رفع له فى الملأ الأعلى ذكرا، وأجرى على أيديهم لعباده نفعا وخيرا ولا يجعلكم ممن لعبت به الحياة الدنيا بل يجعلكم ممن همته عليا، ويختم لكم بالخير والإحسان آمين آمين.
فى ٢١ جمادى الثانية سنة ١٢١٧. من الفقير محمد المسيرى لطف الله به. انتهى.