ثم بعد هذه القبة سبيل يعرف بسبيل اليازجى، وهو تجاه بوابة السيدة نفيسة، يعلوه مكتب لتعليم الأطفال، وتحت نظر رجل يدعى حسن أفندى.
[المشهد النفيسى]
ثم بعده سبيل السيدة نفيسة الكائن برأس العطفة الموصلة إلى المشهد النفيسى، أنشئ فى سنة أربع وستين ومائة وألف. ثم بعده المشهد النفيسى وهو من الجوامع الشهيرة أنشأه الملك الناصر محمد بن قلاوون سنة أربع عشرة وسبعمائة، وبداخله ضريحها الشريف ﵂ يقصد بالزيارة، ويعمل به حضرة كل ليلة اثنين، ومولد كل سنة، وشعائره مقامة للغاية.
وخلفه نحو القرافة ضريح معروف بضريح الست جوهرة.
(قلت): وفى كتاب «مصباح الدياجى» ما ملخصه:
قال ابن الرومى: ومحل قبرها - يعنى السيدة نفيسة - كان يعرف بدرب السباع. حكى ذلك ابن النحوى فى كتابه المسمى «بالدرة النفيسة فى مناقب السيدة نفيسة»، وذكر أن أباها مات بريف مصر، ثم انتقلت إلى درب الكورينى، ثم إلى هذا المكان الذى به قبرها، ويعرف بدرب السباع، وبنى السرى بن الحكم لها معبدا.
[من دفن من العباسيين وغيرهم بجوار المشهد النفيسى]
ثم قال: وبجوار مشهدها من الجهة الشرقية جماعة من العباسيين، وبالقرب منهم جماعة من الفاطميين. وعند الخروج من بابها الشرق قبل خروجك منه تجد قبة بها السيد الشريف محمد بن جعفر الحسينى. وعند الخروج منه تحت الطاقة تربة تعرف بتربة بنى المصلى، سمى جدهم بالمصلى لكثرة صلاته، وهم بيت كبير بمصر من الأشراف يعرفون ببنى المصلى. (اه).
قلت: والعباسيون المتقدم ذكرهم هم داخل قبة تحتها ستة قبور، على كل قبر تركيبة يحيط بها دائر من الخشب مكتوب عليه آيات قرآنية وأسماء المدفونين فى القبر، وقد قرأت على القبر الأول الذى عن يمين الداخل:«السيد حسن العباسى مات فى جمادى الآخرة سنة ست عشرة وتسعمائة»، وعلى الثانى:«الطفل الشهيد عمر ابن مولانا السلطان الملك الظاهر العادل العالم فى مركز الدين والدنيا أبى الفتح بيبرس قسيم أمير المؤمنين فى ربيع الآخر سنة سبعين وستمائة»، وعلى الثالث أسماء جملة من الخلفاء.