[مطلب شكل القاهرة وأسوارها ومقدار ذلك بالأذرع والمتر]
وشكل مدينة القاهرة فى زمن القائد جوهر كان مربعا تقريبا، ضلعه ألف ومائتا متر، ومساحة الأرض المحصورة فيه ثلثمائة وأربعون فدانا، منها نحو سبعين فدانا بنى فيها القصر الكبير، وخمسة وثلاثون فدانا للبستان الكافورى، ومثلها للميادين، فيكون الباقى مائتى فدان وهو الذى توزع على الفرق العسكرية فى نحو عشرين حارة، رسمت بجانبى قصبة القاهرة.
وكان سور المدينة الغربى بعيدا عن الخليج بنحو ثلاثين مترا، وفى سنة ست وثمانين وأربعمائة، فى زمن وزارة بدر الجمالى، وخلافة المستنصر بالله، هدم هذا السور، وبنيت الأبواب من حجر على ما هى عليه الآن، وجعل عرض السور الجديد عشرة أذرع، وبلغت مساحة البلد أربعمائة فدان، فكان ما زاده بدر الجمالى نحو ستين فدانا.
وفى سنة ست وستين وخمسمائة فى زمن صلاح الدين الأيوبى شرع فى عمل سور واحد، يحيط بالقاهرة ومصر والقلعة، وبناه من الحجارة، ومات قبل أن يكمل، وجعل خلفه خندقا، وطول ما بناه تسعة وعشرون ألف ذراع وثلثمائة ذراع وذراعان بالذراع الهاشمى، وهو قريب من اثنين وعشرين ألف متر.
وبقى الأمر على ذلك إلى سنة ألف ومائتين وثلاث عشرة هجرية، عند استيلاء الفرنساوية على الديار المصرية، فقاسوا سور المدينة، فوجدوه أربعة وعشرين ألف متر، وبه أحد وسبعون بابا، منها ما هو داخل البلد فى السور القديم، ومنها ما هو فى السور المحيط بها.
ولم تتغير مساحة البلد عما كانت عليه فى القرن التاسع من الهجرة، وكان شكل السور غير منتظم، وهو عبارة عن شكل كثير الأضلاع.
والآن زال أكثر الأبواب، والباقى منها لم يستعمل، وتغير شكل المدينة، ومع ذلك فإن أطول شوارعها باق على أصله، وهو الموصل من بوابة الحسينية إلى بوابة السيدة نفيسة، وطوله أربعة آلاف وستمائة وأربعة عشر مترا.
ومساحة المدينة القديمة، بما فى ذلك من ميادين وحارات وشوارع ومبان ألف وتسعمائة وثمانية وأربعون فدانا، من ذلك ألف وسبعمائة وستة عشر فدانا، مشغول بالمنازل والعمارة، ومنها مائتان واثنان وثلاثون فدانا مشغولة بالشوارع والحارات والميادين، بمعنى أن المشغول بالحارات والشوارع أكثر من الثمن وأقل من التسع.