للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى سنة خمس وستين ومائتين وألف قصد المرحوم عباس باشا إتمام أمر توزيع المياه فى القاهرة باستعمال وابورات رافعة للمياه، وتوزيعها بمواسير داخل البلد، وشرع المهندسون فى الأعمال الهندسية اللازمة لذلك، ثم عرض عليه مبلغ التكاليف وهو مائة وثلاثون ألف جنيه، فاستكثره وأعرض عن ذلك.

فلما آل الأمر إلى الخديو اسماعيل كلّف به شركة مساهمين على شروط صار الاتفاق معهم عليها، فأخذوا فى إجراء العمل، وأتموه بمعرفة شركتى الماء والغاز، وحصل توزيع الماء والغاز فى المدينة وضواحيها.

والآن كمية المياه التى تصرف فى مدينة القاهرة فى السنة الواحدة عشرة ملايين وسبعمائة وأربعة وستون ألفا وخمسمائة وثمانون مترا مكعبا، فيخص اليوم الواحد تسعة وعشرون ألفا وأربعمائة واثنان وتسعون مترا مكعبا من الماء، والمتر المكعب خمسة عشر قربة حمارى.

وطول المواسير الموضوعة فى الشوارع والحارات داخل البلد وخارجها، وهى من الحديد الزهر، مائة وخمسون ألف متر.

وعدد الفوانيس الموزعة، فى داخل البلد وخارجها ألفان وثمانمائة فانوس وفانوس واحد، منها بالإسماعيلية والأزبكية والفجالة وعابدين ثلثا ذلك، والثلث داخل البلد.

***

[ميادين القاهرة ورحابها ومقدار ذلك]

وفى الزمن السابق على العائلة المحمدية، لم يكن بالقاهرة سوى ميدانين: أحدهم ميدان الأزبكية فى غربى القاهرة، والثانى ميدان قرا ميدان فى قبليها، تحت القلعة، وكانت قد انعدمت جميع الميادين والرحاب، التى تكلّم عليها المقريزى فى خططه، وكان عددها تسعة وأربعين، ففى زمن الفاطميين كان القصر الكبير والقصر الصغير منفصلين بميادين كبيرة، وفى مواضع من القاهرة كانت رحاب واسعة تجاه منازل الأمراء.

ولما زالت الدولة الفاطمية، كان عدد الميادين داخل القاهرة عشرة، وبقى ذلك فى الدولة الأيوبية، إلى زمن السلاطين الحراكسة، فكثر البناء داخل القاهرة وخارجها، ومع ذلك فكان كل أمير يجعل أمام بيته رحبة متسعة، حتى بلغت هذه الرحاب العدد المذكور.

ولما حصل البناء خارج البلد، فيما كان هناك من البساتين، كان خارج القاهرة من جهاتها الثلاث القبلية والغربية والبحرية عبارة عن قصور وبساتين يتخللها ميادين كبيرة.