فى الجهة القبلية ميدان ابن طولون، وميدان الملك العادل، أمام الكبش على بركة الفيل، وميدانا الناصر محمد بن قلاوون؛ المعروف أحدهما بميدان المهارة والآخر بالميدان الناصرى، وكانا فى الأرض الواقعة تجاه قصر العينى والقصر العالى.
وفى الجهة الغربية كان ميدان الصالح والميدان الظاهرى فى الأرض الواقعة تجاه قصر النيل، وميدان العزيز تجاه منظرة اللؤلؤة من أرض بركة الأزبكية.
وفى الجهة البحرية، كان ميدان قراقوش الذى فى بعض مساحته جامع الظاهر.
وكان جميع السلاطين يتأنق فيما يبنيه من القصور فى تلك الميادين، وكانت أيام خروجهم إليها أيام فرح وسرور، فكانت الناس تجد بعد فراغهم من الأعمال، وفى المواسم والأعياد، المحلات العديدة للنزهة والرياضة.
ثم لما صارت مصر ولاية تابعة لدولة آل عثمان، احتكرت الناس أرض البساتين، والميادين والرحاب، وبنوا فيها، ثم لما كثرت الفتن، وتوالت المحن وتكرّر الهدم والبناء حتى صارت المدينة على الحالة التى وصفناها فيما سبق، وانحصرت بين التلول من جهاتها الأربع.
ولما جلس العزيز محمد على باشا على تخت الديار المصرية وفرغ من الحروب التى عاناها اشتغل بإصلاح الأمور، وحذا حذوه خلفاؤه، فتنظمت الحارات والشوارع القديمة وفتحت شوارع وحارات جديدة، وعملت عدة ميادين، فصار فى داخل القاهرة وخارجها ستة عشر ميدانا، وقد تكلمنا على جميع ذلك فى هذا الكتاب.