وإليها ينسب الشيخ عبد الرحمن القمصى، قال فى الضوء اللامع: هو عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الجلال، أبو المعالى ابن شهاب القمصى، نسبة لمنية القمص، بالقرب من منية بنى سلسيل المهدوى نسبة لجده لأمه، القاهرى الشافعى.
ولد فى أول شعبان سنة إثنتين وتسعين وسبعمائة؛ فقرأ القرآن عند الشمس القاياتى مؤدّب الأبناء، والمصابيح، والعمدة، والألفيتين، والشاطبيتين، والسخاوية، والفصيح لثعلب، والمنهاجين الفرعى والأصلى مع الزيادات عليه للإسنائى، والتلخيص، والشمسية، والمعونة فى الجدل للشيخ أبى إسحاق، وبعد ذلك المقامات الحريرية، وقرأ الفقه على البيجورى والبرماويين، وسمع من العراقى والهيتمى، ولازم خدمة الدميرى وقرأ عليه كثيرا، وكان يجلس بجانبه فى سعيد السعداء بصفة المشايخ، وأخذ عن الشمس البلالى وجماعة، وسمع الحديث على العراقيين وشيخنا، واشتدت ملازمته له من سنة إحدى عشرة فما بعدها زمنا طويلا، وكان أحد العشرة المقررين عنده بالجمالية من واقفها، وقرأ الصحيح على النور الشلقامى، وكذا قرأ على الناس بالجامع الأزهر وغيره.
ونزل بالخشابية والآثار وغيرهما، وخطب بجامع العجمى بقنطرة الموسكى، وكذا نيابة بالمؤيدية، وولى إمامة الفخرية بين السورين فى سنة إحدى وعشرين وقراءة الحديث بها، وحدث بالكثير، حملت عنه أشياء، وأكثر عنه الطلبة بأخرة، وكتب بخطه جملة كالصحيحين والترغيب للمنذرى.
وكان بارعا يقظا، حافظا للكثير من المتون، ضابطا لمشكلها متقنا لأدائها، حتى صار أعرف شيوخ الرواية بألفاظ الحديث، وأمسهم بالرّد المتقن فيه، شجى الصوت بالقرآن والحديث، ذا أنسة بالفن، بحيث ضبط فى كثير من سماعته الأسماء، محبا فى أهل الحديث، وكان كثير التواضع، منجمعا عن الناس، يقوم الليل، قليل المثل فى مجموعه، منطويا على خير ومحاسن.