وهى خوند كان من جملة خدامها، وعمل ساقيا، وذكر بالديانة ومحبة العلماء، ولزم من ذلك مساعدته لبنى شيخه الكمال فى أخذ وظيفة مشيخة الحديث بدار الحديث الكاملية متوهما أن ذلك قربة، وكان ربما يتعلق بأمر يتوهمه تدينا، وما أحسن قول القائل:
من عبد الله بجهل … كان ما يفسد أكثر
وقد صار إلى فخامة ووجاهة، وانتمى إليه غير واحد من الطلبة ونالوا بسببه بعض الجهات انتهى باختصار.
وأما دبوس أوغلى فهو الأمير الكبير محمد بيك دبوس أوغلى، حضر من بلاد الروم مع العزيز محمد على واستقر بالديار المصرية مدة، ثم لما تملك العزيز محمد على الديار المصرية قربه إليه وأعطاه رتبة البيكوية.
[جامع الشيخ الجوهرى]
هذا الجامع داخل عطفة شمس الدولة بشارع السكة الجديدة قرب الأشرفية. وهو مسجد لطيف مربع الشكل، به ثمانية أعمدة من الرخام، وقبلته من الرخام المنقوش الملون، ومنبره خشب نقى متقن الصنعة، وبه دكة للتبليغ، ومئذنة، وخزانة كتب عامرة، وصهريج يملأ من ماء النيل جدده السيد محمد أبو المعالى الجوهرى سنة اثنتين وستين ومائتين وألف- كما هو منقوش فى لوح رخام على بابه-وكان أول أمره زاوية لجده الشيخ حسن الجوهرى كانت تعرف بزاوية القادرية، فبناه جامعا على ما هو عليه الآن، ووقف عليه أوقافا جمة دارّة، وشعائره مقامة منها إلى الغاية.
ففى كتاب وقفيته المؤرخة بسنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف: إن السيد محمدا أبا المعالى الجوهرى وقف عقارات وأطيانا فى جهات كثيرة، منها دار سكناه بجوار الجامع ودكانان هناك، وحواصل بخط البندقانيين، وأماكن بخط الأشرفية، وبخط باب الزهومة، وبخط السكريين، وبخط الأزبكية، وبباب الشعرية، وبخط الموسكى، وبخط الأمشاطيين بحارة برجوان، وفى بولاق بجوار وكالة الفسيخ، وربع بجوار وكالة النطرون، ومنها أطيان كانت التزاما له بناحية كوم برا بالجيزة وما يتبع ذلك من مرتب الروزنامجه وهو سنويا سبعمائة وسبعة وعشرون قرشا وسبعة وعشرون نصفا فضة ديوانية، وبناحية كوم الثعالب بولاية المنصورة وما يتبع ذلك من الروزنامجه سنويا ثلاثمائة وتسعة وعشرون قرشا واثنان وثلاثون نصفا فضة ديوانية، وبناحية أم خنان بالمنوفية وما يتبعها كذلك سنويا وهو مائتان وأحد وثلاثون قرشا وسبعة وخمسون نصفا، وبناحية مشتهر من القليوبية ويتبعه سنويا ألفان وأربعمائة وعشرون