بنى حسن فأحضره من المدينة وسلبه ماله. ثم ظهر له كذب الناقل عنه فمن عليه ورده إلى المدينة مكرما، فلما قدمها بعث إلى الذى وشى به بهدية ولم يعاتبه على ما كان منه انتهى.
وذكر ابن خلكان خلافا فى قبر سيدى حسن هذا، فقيل: إنه بمصر لكنه غير مشهور. وقيل: إنه توفى ببغداد ودفن فى مقبرة الخيزران. والصحيح أنه مات بالحاجر، وكان واليا على المدينة من قبل أبى جعفر/المنصور، وأقام بالولاية خمس سنين ثم غضب عليه فعزله واستصفى كل شئ له وحبسه ببغداد، فلم يزل محبوسا حتى مات المنصور، وولى المهدى فأخرجه من محبسه ورد عليه كل شئ ذهب له. ولم يزل معه، فلما حج المهدى كان فى حملته، فلما انتهى إلى الحاجر مات هناك، وذلك فى سنة ثمان وستين ومائة وهو ابن خمس وثمانين سنة، وصلى عليه على بن المهدى. والحاجر على خمسة أميال من المدينة انتهى.
وفى إسعاف الراغبين للشيخ الصبان قال الشعرانى فى مننه: أخبرنى سيدى على الخواص ﵁ أن الإمام الحسن والد السيدة نفيسة فى التربة المشهورة قريبا من جامع القراء، بين مجراة القلعة وجامع عمرو، وقد أشهر هذه التربة وبنى عليها قبة جليلة حضرة عبد الرحمن كتخدا-أحسن الله إليه وأسبل سرادقات لطفه عليه انتهى.
[جامع سيدنا الحسين ﵁]
هذا الجامع فى ثمن الجمالية، بالقاهرة المعزية، قرب جامع الأزهر، فيما بينه وبين قصر الشوك، بجوار خان الخليلى. أنشئ حيث مشهد رأس الإمام الحسين بن على بن أبى طالب ﵁، الذى أنشأه له الفاطميون سنة تسع وأربعين وخمسمائة على يد الصالح طلائع بن رزيك فى خلافة الفائز بنصر الله، وهو جامع كبير شهير عامر، مقام الشعائر من لدن إنشائه إلى اليوم بالأذان والجمعة والجماعات وتلاوة القرآن ودروس العلم الشرعى والزوار والأذكار ليلا ونهارا، لا يدانيه فى ذلك مشهد فى سائر القطر، ولا يزال كذلك إن شاء الله تعالى، فهو الحرم المصرى، والمشهد الحسينى، المنفرد بالمزايا السنية، والأنوار الحسية والمعنوية، ولعظيم وقعه ونفعه، وكثرة احتفاله وجمعه، وتعدد نفحاته، وتزايد بركاته، اعتنى الأكابر والأمراء فى كل عصر بعمارته وزخرفته وتحليته، وإعلاء شأنه وفرشه بالفرش النفيسة، وتنويره بالشموع والزيوت الطيبة فى قناديل البلور ونجفاته، ورتبوا له فوق الكفاية من الأئمة والمؤذنين والمبلغين والبوابين والفراشين والكناسين والوقادين والسقائين ونحو ذلك، وجعلوا للضريح خدمة تخصه، ورتبوا به قراء للقرآن والدلائل والتوسلات،