ومنهم عبد القادر بن عبد الملك ينعت بالشّرف الأسفونى ويعرف بابن الغضنفر، كان شاعرا أديبا خفيف الروح كثير المجون والخلاعة، حكى عنه: أنه كان جالسا على باب مسجده بأسفون وقد أذن بالعصر وشخص من أهل أسفون توضأ وجاء ليدخل المسجد فوجد المترجم جالسا، فقال: العصر أذن به وأنت قاعد ما تقوم تتوضأ فقال له: قعودى خير من صلاتك بغير وضوء، فنفض ذلك المتوضئ لحيته وهى مبتلة ليريه أنه متوضئ فقال له المترجم: نجستنى، وحكاياته وأشعاره كثيرة، وله مشاركة فى النحو، قرأ عليه السراج عمر الأسنوى وتأدب به توفى بعد الثمانين وستمائة.
[ترجمة على علاء الدين الأسفونى]
ومنهم على بن أحمد بن الحسين المنعوت علاء الدين الأسفونى، كان من الأذكياء والأدباء الشعراء خفيف الروح حسن الأخلاق، كريما جوادا اشتغل بالفقه على الشيخ بهاء الدين القفطى، وتأدب على ابن الغضنفر الأسفونى والجلال بن شواق الإسنوى وغيرهما، وله يد فى الحساب وكرم جزيل وطبع جميل كأنه خلق من النسيم، يهوى الجمال المطلق يأخذ بمجامع قلبه كل وجه وسيم، لا يرى إلا ذا ارتياح، يميل طربا ويميد كما يفعل الغصن الرطيب عند هبوب الرياح.