للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له الخطباء يا قطينة جماعة جاءوا من أرمنت يريدون قتلك أرسلهم ابن يحيى ونحن ما تقدر على ردّهم انج بنفسك، فخرج من أسفون ولم يعلم له خبر.

ومنهم حمزة بن محمد بن هبة الله بن عبد المنعم الصاحب نجم الدين الأسفونى، سمع الحديث من الشيخ تقى الدين القشيرى وحضر مجلس إملائه فى سنة تسع وخمسين بقوص، وتقلب فى الخدم الديوانية بقوص فكان مشارفا ثم صاحب ديوان، ثم ناظرا وبنى مدرسة، ثم صار ناظرا بمصر ثم ولاّه السلطان الملك المنصور الوزارة فأقام مدة لطيفة.

ويقال: إن الشجاعى أعطى غلامه ألف دينار وأنه دس عليه سمّا فقتله، وكان يحب القرآن والحديث قال: ورأيت بخطه ربعة (١) بقوص، وكان محبا للعلم وأهله، ولما كان ناظرا حصل بينه وبين أبى طالب ابن النابلسى صورة (٢) فتكلم الكمال محمد بن شائر القوصى الإخميمى ببيتين وهما:/

أبا طالب ما أنت قرن لحمزة … لأنكما فى الدّين مختلفان

دعاك النبىّ الهاشمى فلم تجب … وحمزة لبّاه بكل لسان

وذكره الشيخ عبد الكريم فى تاريخه وأنشد من شعره قوله:

ولقد أحنّ إلى العقيق ويثرب … وقبارهنّ منازل الورّاد

وأحبهنّ وليس هنّ منازلى … وأودّهنّ وليس هنّ بلادى

وقال توفى فى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.


(١) الربعة فى الأصل صندوق أجزاء المصحف. والمقصود به هنا: قطعة من القرآن. القاموس المحيط ٣/ ٢٦.
(٢) أى قطيعة-من صار الحاكم الحكم: أى قطعة-انظر القاموس المحيط ٢/ ٧٢ والأساس ٣/ ٣١ واللفظ فى الأصل بالسين والتصويب والترجمة أيضا فى الطالع السعيد:٢٣٣،٢٣٢.