حالتهم الأولى بل وأزيد منها فى التعدى، فأوجب ذلك ركوب الفرنساوية عليهم، ولم يزل الحال يتزايد والأهوال تتابع، حتى انقلبت أوضاع الديار المصرية، وزالت حرمتها بالكلية، وأدّى الحال بالمترجم إلى الخروج والتشتيت هو ومن بقى من عشيرته إلى بلاد العبيد يزرعون الدخن، ويتقوّتون به وملابسهم القمصان التى تلبسها الجلاّبة فى بلادهم، وبقى كذلك إلى أن وردت الأخبار بموته ﵀ فى شهر ربيع الأول من سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف. (انتهى).
وفى زمن المرحوم عباس باشا كان موجودا من ذريته عثمان بيك، وكان ساكنا فى منزله بخط عابدين فمات سنة ١٢٦٣، وخلّف بنتا تزوجت بأحد الأتراك ثم طلّقها، وتزوّجت بأحد الرعاع ثم طلّقت، وتزوجت غيره. والآن آل أمرها إلى الفقر المدقع، وبيتهم دخل فى ضمن بيت إسماعيل باشا المفتش وكان بجوار الجامع، ثم باق إلى الآن - يعنى سنة ١٣٠٤ - من ذرية إبراهيم بيك: أحمد بيك ابن نور الدين بيك ابن عديلة هانم بنت إبراهيم بيك.
[ترجمة مرزوق بيك]
وأما ولده الأمير مرزوق بيك، فإنه قتل فى القلعة مع من قتل من الأمراء المصريين سنة ست وعشرين ومائتين وألف قبل موت أبيه، وأخرجوه من القتلى بعد يومين، وكفّنوه ودفنوه بتربتهم. (انتهى).
[ترجمة سليمان بيك الشابورى]
وأما سليمان بيك الشابورى فهو - كما فى الجبرتى أيضا - الأمير سليمان بيك المعروف بالشابورى، أصله من مماليك سليمان جاويش القازدغلى خشداش حسن كتخدا الشعراوى، تقلّد الإمارة والصنجقية سنة تسع وستين ومائة وألف، ونفى مع حسن كتخدا المذكور وأحمد جاويش المجنون، وذلك فى سنة ثلاث وسبعين. وفى أيّام على بيك ورد من البلاد الرومية طلب الإمداد من مصر، فأرسل على بيك أحضر المترجم، وقلّده إمارة السفر، فخرج بالعسكر فى موكب على العادة القديمة، وسافر بهم إلى الديار الرومية، وذلك فى سنة ثلاث وثمانين، ورجع بعد مدة، وأقام بطالا محترما مرعى الجانب، وانضم إلى مراد بيك، فكان يجالسه ويسامره. فلما حضر حسن باشا كان هو من جملة المتأمّرين. فلما استقرّ إسماعيل بيك فى إمارة مصر اعتنى به، وقدّمه لكبر سنه. وكان رجلا سليم الباطن لا بأس به. توفى بالطاعون فى سنة خمس ومائتين وألف. (انتهى).