للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدرها غيرهم من الأمم، وقدروا قطر الشمس ومحيط كرة الأرض بالضبط والدقة، فلا يظن أنهم قدروا للدرجة ثلاثا وثلاثين غلوة، وجعلوا البعد بين الأرض والقمر ١٨٩٠ غلوة، يعنى إثنين وثمانين فرسخا، ويكون أقل من البعد الذى جعلاه بين مدينة أسوان ومدينة تتاريس، وبين أبيدوس وجزيرة فيلا، فالأولى أن الغلط منسوب لعبارة بولين لا للمصريين فى حساباتهم.

ومعلوم أن الأقدمين جعلوا المحيط منقسما إلى ستين قسما، والدرجة الى/ستين دقيقة، والدقيقة إلى ستين ثانية، والثانية إلى ستين ثالثة، والثالثة إلى ستين رابعة، فكل قسم من الستين المنقسم اليها المحيط ست درجات.

وكان الذراع الفلكى عندهم قدر إثنين منها، فعلى هذا يكون كل قسم ثلاثة أذرع فلكية، وتكون الدرجة والدقيقة والثانية والثالثة منقسمة مثل المحيط، بمعى أنه كان يوجد أقسام قدرها ثلاث دقائق، وأخرى قدرها ثلاث ثوالث، لأن الثلاث دقائق تقابل القياس المصرى المعروف بالشين (الفرسخ)، والثلاث ثوالث تطابق الأميلوس، وهو قياس قدره خمسة أقدام بالقدم المصرى، وهو نصف قصبة طولها عشرة أقدام بالمصرى.

[(مساحات أخرى استعملها المصريون لسهولة الأعمال كالقلمة والعسلة)]

وكان يوجد أيضا قياس يطابق القياس المعروف باليلتر، وهو قياس يسمى عند العرب بالعسلة أو الأشل، وهو ستون ذراعا بالهاشمى، أو ستة وستون ذراعا بالمصرى القديم، وقدره ثلاث ثوان، والغالب على الظن أن الجزء المذكور فى عبارة يلين، يطابق الأقسام التى قدر الواحد منها ثلاث ثوان، وعلى هذا الإعتبار يكون جزءا من ألف ومائتى جزء من الدرجة الأرضية، وحيث أن يلين جعله ثلاثا وثلاثين غلوة، فيكون محيط مدار القمر جميعه ١٤،٢٥٦،٠٠٠ غلوة، ويكون نصف القطر له ٢،٢٦٨،٠٠٠ غلوة، وحيث أن الدرجة الأرضية ٦٠٠ غلوة مصرية، والفرسخ المعتاد أربعة وعشرون غلوة، يكون