ولكن لما توطنت العساكر الإنكليزية بها، هجموا عليهم دفعة واحدة بمعونة الأهالى، فقتلوا منهم عددا وافرا وأسروا منهم ١٢٠ نفسا، وأرسلوهم مع رءوس المقتولين إلى القاهرة، فطيف بهم حول البلد، ثم وضعت الرءوس حول ميدان الأزبكية فوق المزاريق، فبلغ خبر هذه الواقعة العزيز فحضر سريعا من الوجه القبلى، وجهز ٤٠٠٠ مقاتل من المشاة، و ١٥٠٠ من الخيالة، وتوجه بهم إلى ناحية فوّة بعد أن حصّن القاهرة، وكانت الإنكليز أرسلت فرقة أخرى من العسكر إلى رشيد، حاصرتها ١٦ يوما إلى أن حضر العزيز بعساكره، فوقع بينه وبينهم محاربة عظيمة انهزم فيها الإنكليز بعد موت كثير وأسر كثير منهم أيضا، والذى سلم رجع إلى الإسكندرية.
ولخوفهم قطعوا جسر بحيرة مريوط من جهة البحر، وبعد ذلك بقليل صولحوا وردّت إليهم الأسرى، وخرجوا من مصر وبقى العزيز بعد ذلك متمكنا فى الديار المصرية.
مطلب حدّ جزء البحيرة الأول والثانى
وجزء البحيرة الأول، الواقع بين المنطقة الأولى والمنطقة الثانية من أرض مديرية مريوط، محدود من جهة الجنوب الغربى بخراب مديرية مريوط.
والجزء الثانى من البحيرة، وهو أكبر من الأوّل، محدود من الجنوب بجزيرة الطفلة، وتل بلال، وتل أحفين، وتل الحنش، ومن جهة الشرق بكيمان الريش، وكوم البركة، وكفر الدوّار.
وبين هذا الكفر وكثبان الإسكندرية تتحد البحيرة-فى وقتنا هذا-من جهة الشمال الشرقى ومن جهة الشمال الغربى بخليج المحمودية، وتمتد البحيرة الآن نحو الشمال الشرقى، وكان من ضمنها جزء عظيم من بحيرة أبى قير.
ونقل المقريزى عن ابن عبد الحكم، وكان فى القرن الثانى من الهجرة، أن الماء كان يدخلها من (أشتوم) فى بحر الروم، ويخرج جزء منه فى بركة بقربها بواسطة خليج عليه مدينتان: إحداهما: الهدبة، والأخرى: الكر.