لانتفاع الناس بها، وصار ساحل بركة الفيل من المسجد قبالة هذه الحارة إلى حصن دويرة مسعود إلى الباب الجديد. ولم يزل ذلك إلى بعض أيام الخليفة الحافظ لدين الله.
قال: وبنى فى صف هذه الحارة من قبلّيها عدّة دور بحوانيت تحتها إلى أن اتصل البناء بالمساجد الثلاثة الحاكمية المعلّقة، والقنطرة المعروفة بدار ابن طولون، وبعدها بستان ذكر أنه كان من جملة قاعات الدار المذكورة.
قال: وأظن أن المساجد هى التى قبالة حوض الجاولى. قال: وبنى المأمون ظاهره حوضا، وأجرى الماء له، وذلك قبالة مشهد محمد الأصغر ومشهد السيدة سكينة.
قال: وأظن هذا البستان هو الذى بنته شجرة الدر بستانا ودارا وحمّامات قريبا من مشهد السيدة نفيسة.
قال: وأمر المأمون بالنداء فى القاهرة مع مصر ثلاثة أيام بأن من كانت له دار فى الخراب أو مكان يعمّره، ومن عجز عن أن يعمره فليؤجره من غير نقل شئ من أنقاضه، ومن تأخر بعد ذلك فلا حقّ له فى شئ منه ولا حكر يلزمه، وأباح تعمير ذلك جميعه بغير طلب بحق، فعمّره الناس، حتى صار البلدان لا يتخللهما داثر ولا دارس، وبنى فى الشارع، يعنى خارج باب زويلة من الباب الجديد إلى الجبل عرضا، وهو القلعة الآن. قال: وكان الخراب استولى على تلك الأماكن فى زمن المستنصر فى أيام وزارة البازورى، حتى إنه كان بنى حائطا يستر الخراب عن نظر الخليفة إذا توجه من القاهرة إلى مصر، وبنى حائطا آخر عند جامع ابن طولون. قال: وعمر ذلك حتى صار المتعيشون بالقاهرة والمستخدمون يصلون العشاء الأخيرة بالقاهرة، ويتوجهون إلى مساكنهم فى مصر. (انتهى ملخصا).
[الباب الجديد والمساجد الثلاثة الحاكمية]
(قلت): ولنبين لك هنا موضع الباب الجديد والمساجد الثلاثة الحاكمية فنقول:
أما الباب الجديد فقد ذكر المقريزى أن الذى أمر بإنشائه خارج باب زويلة هو الحاكم بأمر الله، وذكر أيضا فى ترجمة الحارة المنصورية أنها إلى جانب الباب الجديد الذى يعرف اليوم بالقوس عند رأس المنتجبية فيما بينها وبين الهلالية.
وذكر السخاوى فى كتاب «المزارات» أن تربة زرع النوى عند رأس الهلالية والمنتجبية وسوق الطيور. (انتهى).
وقد تقدّم أن حارة الهلالية موضعها الآن حارة الدالى حسين، والمنتجبية موضعها حارة درب الأغوات، فيكون الباب الجديد موضعه اليوم فيما بين الحارتين أو قريبا منه.