المذكورة فى تلك المقالة، وكان فى خدمة الملك الكامل وجعله مقدما عنده وكان بمصر رئيسا على سائر العشّابين وأصحاب البسطات، وكذلك كان حظيا عند الملك الصالح ابن الملك الكامل، وله كتاب المغنى فى الطب وهو جليل مرتب على مداواة الأعضاء، وكتاب الأفعال الغريبة والخواص العجيبة والإبانة والإعلام عما فى المنهاج من الخلل والأوهام، وكتاب الأدوية المفردة المعروف بمفردات ابن البيطار، وتوفى بدمشق سنة ست وأربعين وستمائة هجرية انتهى من كتاب دائرة المعارف.
وأما غليان، فهو حكيم رومى مشهور، ولد فى بلدته برجام سنة مائة وإحدى وثلاثين من الميلاد، ومات سنة مائتين، وقد درس الفلسفة ثم الحكمة وساح كثيرا، وأقام بالإسكندرية عدة سنين ثم رجع إلى بلاده، وذهب إلى رومة وعمره أربع وثلاثون سنة، وكان حكيما لثلاثة من القياصرة وهو أول حكيم بعد بوقراط، وله مؤلفات كثيرة فى التاريخ والحكمة وبقيت كتبه متداولة بين العرب والفرنج انتهى.
[ترجمة ديوسقوريدس]
وأما ديوسقوريدس بالقاف أو بالكاف فهو حكيم يونانى كان فى القرن الأول من الميلاد وترك ستة كتب فى المواد الكلية، صارت منبعا تأخذ منه العلماء خواص النبات القديمة.
وأما تيوفرست فهو فيلسوف يونانى ولد قبل الميلاد بثلاثة وسبعين سنة فى أرسوس مدينة من جزائر ليسبوس ذهب إلى أثينة صغيرا، وتعلم على أفلاطون وأرسطو واختاره أرسطو ليقوم مقامه فى التدريس عند انقطاعه عن ذلك فى آخر عمره سنة ثلثمائة واثنتين وعشرين، ومات وعمره خمس وثمانون سنة أو مائة وسبعة، وكان محبوبا لجميع الناس وحزنوا عليه، وكان له يد فى جميع العلوم مثل أستاذه أرسطو، وألف نحو مائتى رسالة لم يبق منها إلا القليل، وترجم كثيرا من كتبه بألسنة مختلفة انتهى.