ابتداؤه من باب شارع المقاصيص، وانتهاؤه أول شارع الأشرفية، ويقطعه شارع السكة الجديدة، وهناك عند التقاطع جامع الشيخ مطهر، كان أصله المدرسة السيوفية. قال المقريزى: هذه المدرسة بالقاهرة، وهى من جملة دار الوزير المأمون البطائحى، وقفها السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب على الحنفية بديار مصر. وكان بجوارها مسجد يعرف بمسجد الحلبيين .. فيما بين باب الزهومة ودرب شمس الدولة على يسرة من سلك من حمام خشيبة طالبا البندقانيين - بناه طلائع بن رزيك بعد أن أخرج من موضعه رمة الخليفة الظافر، ونقلها إلى تربة القصر، وسمى هذا المسجد بالمشهد، وعمل له بابين: أحدهما يوصل إلى دار المأمون البطائحى، التى هى اليوم مدرسة تعرف بالسيوفية. (انتهى ملخصا).
ثم إن الأمير عبد الرحمن كتخدا جدّد هذا الجامع، واعتنى به اعتناءا زائدا، وجعل إمامه الشيخ عطية الأجهورى، وأنشأ بجواره سبيلا ومكتبا ووقف عليها أوقافا كثيرة شعائرها مقامة من ريعها وعرف بالشيخ مطهر، لأن به ضريحا يعرف بالشيخ مطهريزار، لم نقف له على ترجمة الآن.
وأما الشيخ عطية المذكور فهو الإمام الفقيه العلامة الشيخ عطية بن عطية الأجهورى الشافعى البرهانى الضرير. ولد بأجهور الورد إحدى قرى مصر، وقدمها وتفقّه على العلماء الأعلام، وأتقن الأصول، وسمع الحديث، ومهر فى الآلات، وأنجب ودرّس، واشتهر، وله مؤلفات، وحضر عليه غالب علماء مصر الموجودين فى وقته، واعترفوا بفضله وأنجبوا ببركته.
ولما بنى المرحوم عبد الرحمن كتخدا هذا الجامع بنى للمترجم بيتا بدهليزه سكن فيه بعياله، وبقى به إلى أن توفى فى أواخر رمضان سنة تسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى.
وبجوار هذا الجامع وكالة كبيرة مشهورة بوكالة الدنوشرى معدّة لمبيع أصناف العطارة وغيرها، وبأعلاها مساكن، وهى تحت نظر أولاد السيد بيومى مكرم. وكان فى مقابلتها