منها وكالة الهمشرى أنشأها المرحوم أحمد بيك الهمشرى معدّة للسكنى، ومنها وكالة الملا معدّة لمبيع الفحومات وغيرها وفى نظارة الأوقاف، ومنها وكالة حسن جلبى معدة لتشغيل الجوهرجية وفى نظارة حسن جلبي المذكور، ومنها وكالة محمد بيك تغرى بردى بأعلاها عدّة مساكن وفى نظارة الأوقاف.
وبه حمّام يعرف اليوم بحمّام المقاصيص، ويعرف قديما بحمام خشيبة. قال المقريزى: هو بجوار درب السلسلة كان يعرف بحمّام قوام خير، ثم صار حماما لدار الوزير المأمون البطائحى، فلما قتل الخليفة الآمر بأحكام الله وعملت خشيبة تمنع الراكب أن يمر من تجاه المشهد الذى بنى هناك عرف هذا الحمام بخشيبة تصغير خشبة. (انتهى)، وهو باق إلى اليوم، وأكثر ما يدخله اليهود.
وكان فى موضع الصاغة الآن مطبخ القصر الكبير الشرقى. قال المقريزى: كان قبالة باب الزهومة من القصر الكبير مطبخ القصر، وموضعه الآن الصاغة تجاه المدارس الصالحية، ولما كانت مطبخا كان يخرج إليه من باب الزهومة، ثم ذكر عند أبواب القصر أن باب الزهومة كان فى آخر ركن القصر مقابل خزانة الدرق التى هى اليوم خان مسرور، وكان تجاهه أيضا درب السلسلة. قال: وموضعه الآن قاعة الحنابلة من المدارس الصالحية تجاه فندق مسرور الصغير. (انتهى).
والمدارس الصالحية موجودة إلى اليوم إلا أنها غير مستعملة بسبب استيلاء بعض الأهالى على أكثرها، وبقيت مئذنتها قائمة على حالها إلى أن سقطت فى أوائل سنة تسع وتسعين ومائتين وألف. وفى وقتنا هذا آلت جميع المواضع المخربة منها إلى ديوان الأوقاف.
وبالقرب من تلك المدارس منزل المرحوم محمد باشا الخربطلى الذى كان فى الأصل منزل الأجلّ المكرّم الريس محمد تابع المرحوم أوده باشا طباد مستحفظان مسيو الحداوى، وهو زوج جدة الشيخ الجبرتى أم والدته، ترجمه فى تاريخه سنة ست وثمانين ومائة وألف.
وأما خان مسرور فموضعه الآن الوكالة التى تجاه جامع الشيخ مطهر المعروفة بوكالة رخا.
والصاغة هى محل المطبخ كما تقدم، فيكون أحد العطف التى يدخل منها للصاغة هو درب السلسلة، وسمى بذلك لما فى الخطط من أنه كان بجوار مطبخ القصر، وكان يرمى هناك بالشارع سلسلة عند المضيق آخر بين القصرين من جانب السيوفيين، فينقطع المار من ذلك المكان إلى أن تضرب النوبة سحرا قرب الفجر، فتنصرف الناس من هناك بارتفاع السلسلة.
وكان لذلك عوائد ذكرها المقريزى، فراجعه إن شئت.
ثم إن للصاغة فى وقتنا هذا عدة أبواب: بابان نحو المدارس الصالحية، وباب يسلك إليه من الزقاق الذى بين حمام النحاسين وجامع المارستان، وباب من خط المقاصيص، وكلها أزقة ضيقة لا يسكنها إلا الصوّاغ.