حين تولى حكم وادى النيل فأعجبه هواؤها فجددها وأصلحها وسبب نزوله بها كما فى خطط المقريزى عن ابن عبد الحكم ان الطاعون كان قد وقع بالفسطاط فخرج منها عبد العزيز ونزل بحلوان داخل الصحراء فى موضع يقال له أبو قرقورة وهو رأس العين التى حفرها عبد العزيز وساقها إلى نخيله التى غرسها بحلوان، ونقل أيضا عن ابن الكندى أن الطاعون وقع بمصر سنة سبعين فخرج منها عبد العزيز ونزل بحلوان فأعجبته فسكنها وجعل بها الحرس والأعوان والشرطة فكان عليهم جناب بن مرثد وبنى عبد العزيز بها الدور والمساجد وعمرها أحسن عمارة وغرس نخيلها وكرومها ولم تزل العمارات تزداد بها مدة إقامته فيها وهى أكثر من خمس عشرة سنة حتى صارت محلا لتفنن الشعراء بمعانيهم فى مغانيها وذكروها فى كثير من قصائدهم كما قال فيها ابن قيس الرقيات:
سقيا لحلوان ذى الكروم وما … صنف من تينه ومن عنبه
نخل مواقير بالقنىّ من ال … برنىّ يهتز ثمّ فى سربه
أسود سكانه الحمام فما … ينفك غربانه على رطبه
ولما أطعم نخلها دخله عبد العزيز ومعه الجند فجعل يطوف فى غروسه ومساقيه فقال له يزيد بن عروة الجملى ألا قلت أيها الأمير كما قال العبد الصالح «ما شاء الله لا قوة إلا بالله» فقال له أذكرتنى شكرا وأمر أن يزاد فى عطائه عشرة دنانير.
[ترجمة عبد العزيز بن مروان الأموى]
وعبد العزيز هذا هو ابن الخليفة مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى قدم الخليفة المذكور مصر وتغلب عليها فى جمادى الآخرة سنة خمس وستين وأقام بها شهرين، ثم قام عنها وترك عبد العزيز عاملا عليها فجعل إليه صلاتها وخراجها، فقال عبد العزيز يا أمير المؤمنين، كيف