وكان خيّرا جوّادا متدينا محبا لأهل العلم والخير وما مات حتى رأى من أولاده عدّة ملوك، وصار يقال له أبو الملوك انتهى.
وقال ابن خلكان:«ولما مات دفن إلى جانب أخيه أسد الدين شيركوه فى بيت بالدّار السلطانية، ثم نقلا بعد سنين إلى المدينة الشريفة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام» انتهى.
أقول: وهذا المسجد موجود إلى الآن، ويعرف بهذا الاسم وبداخله ضريح تزعم العامة أنه ضريح نجم الدين المذكور وليس بصحيح لما عرفت، وإنما هو ضريح رجل صالح للناس فيه اعتقاد كبير، ويعمل له حضرة كل يوم جمعة يجتمع فيها كثر من النساء أصحاب الأمراض يقصدن الشفاء من أمراضهن بزيارته وحضور الذكر الذى يعقد، وقد ترك ذلك الآن هناك.
[مسجد يانس]
قال المقريزى: هذا المسجد كان تجاه باب سعادة خارج القاهرة.
قال ابن المأمون فى تاريخه: وكان الأجل المأمون الوزير محمد بن فاتك البطائحى قد ضم إليه عدة من مماليك الأفضل ابن أمير الجيوش من جملتهم يانس، وجعله مقدما على صبيان مجلسه، وسلم إليه بيت ماله وميزه فى رسومه؛ فلما رأى المذكور فى ليلة النصف من شهر رجب سنة ست عشرة وخمسمائة ما عمل فى المسجد المستجد، قبالة باب الخوخة من الهمة ووفور الصدقات وملازمة الصّلوات، وما حصل فيه من المثوبات كتب رقعة يسأل فيها: أن يفسح له فى بناء مسجد يظاهر باب سعادة؛ فلم يجبه المأمون إلى ذلك وقال له: ما ثم مانع من عمارة المساجد وأرض الله واسعة، وإنما هذا الساحل فيه معونة للمسلمين وموردة للسقائين وهو مرسى مراكب الغلة وفيه المضرّة بمضايقة المسلمين، ولو لم يكن المسجد المستجد قبالة باب الخوخة محرسا لما استجد حتى إنّا لم نخرج بساحته الأولى؛ فان أردت أن تبنى قبلىّ مسجد الريفى أو على شاطئ الخليج فالطريق ثم سهلة؛ فقبّل الأرض وامتثل الأمر، فلما قبض على