للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجيوش، ثم دبر نقض دولة الناصر إلى أن تم له مراده وقام بتولية عبد العزيز بن برقوق وأجلسه على التخت ولقبه بالملك المنصور، ثم قام مع الملك الناصر حتى استولى على المملكة ثانيا؛ فألقى مقاليد الدولة إلى ابن غراب فأصبح مولى نعمة كل من السلطان والأمراء، وافتخر بأنه أقام دولة وأزال دولة ثم أزال ما أقام وأقام ما أزال ولبس الكلوتة والقباء وشد السيف فى وسطه وهى هيئة الأمراء، ثم غاضبه القضاة وكان عند الانتهاء والانحطاط، ونزل به مرض الموت وصار الأمراء يتردّدون إليه الأمير يشبك فمن دونه، وأكثرهم إذا دخل عليه يقف على قدميه حتى ينصرف إلى أن مات سنة ثمان وثمانمائة ولم يبلغ ثلاثين سنة وكانت جنازته عجيبة لكثرة من شهدها بحيث استأجر الناس السقائف والحوانيت لمشاهدتها، ونزل السلطان للصلاة عليه ودفن خارج باب المحروق.

وكان من أحسن الناس شكلا ومنظرا وكرما مع تديّن وعفّة إلا أنه كان غدّارا، وقد قام بمواراة آلاف من الناس زمان المحنة وتكفينهم فستره الله كما ستر المسلمين وما كان ربّك نسيا. انتهى.

وأما السبيل الجديد الذى تجاه جامع بشتاك بما فوقه من المكتب الجميل العامر، الذى أنشأته أم المرحوم مصطفى باشا أخى الخديو إسماعيل باشا فالظاهر أنه فى محل خانقاه بشتاك، التى قال فيها المقريزى:

هذه الخانقاه خارج القاهرة على جانب الخليج من البر الشرقى تجاه جامع بشتاك.

أنشأها الأمير سيف الدين بشتاك الناصرى، وكان فتحها أوّل يوم من ذى الحجة سنة ست وثلاثين وسبعمائة، واستقر فى مشيختها شهاب الدين القدسى وتقرر عنده عدّة من الصوفية وأجرى لهم الخبز والطعام فى كل يوم فاستمر ذلك مدة، ثم بطل وصار يصرف لأربابها عوضا عن ذلك فى كل شهر مبلغ، وهى عامرة إلى وقتنا هذا وقد نسب إليها جماعة منهم الشيخ الأديب البارع بدر الدين محمد بن إبراهيم المعروف بالبدر البشتكى انتهى.

[زاوية الشيخ سعود المجذوب]

هذه الزاوية بسويقة العزّى بالقرب من مدرسة السلطان حسن، وبها قبر الشيخ سعود كما فى الطبقات.