للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل شهر ثلاثة وثلاثون قرشا، ونظرها لرجل يدعى محمد الحمامى بتقرير تحت يده.

وهذه الزاوية هى فى الأصل خانقاه ابن غراب، التى قال فيها المقريزى: أنها خارج القاهرة على الخليج الكبير من برّه الشرقى بجوار جامع بشتاك من غربيه.

أنشأها القاضى سعد الدين إبراهيم بن عبد الرزاق بن غراب الإسكندرانى، ناظر الخاص وناظر الجيوش وأستادار السلطان وكاتب السر، وأحد أمراء الألوف الأكابر، أسلم جده غراب وباشر بالإسكندرية حتى ولّى نظر الثغر.

ونشأ ابنه عبد الرزاق فولى نظر الإسكندرية، واختص جمال الدين محمود بن على أيام الظاهر برقوق بإبراهيم هذا وهو صبى، وحمله إلى القاهرة واستكتبه فى أمواله، ثم تنكر عليه محمود فبادر إلى الأمير علاء الدين بن الطبلاوى ووغر صدره على محمود حتى نكبه واستصفى أمواله، ثم ولى ابن غراب نظر الديوان المفرد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة وعمره نحو عشرين سنة فاختص بابن الطبلاوى، ثم ولى نظر الخاص فى تلك السنة، ثم أضيف إليه نظر الجيوش سنة ثمانمائة فعفّ عن تناول الرسوم، وأظهر من الفخر والحشمة والمكارم أمرا كبيرا، ثم مات السلطان سنة إحدى وثمانمائة بعد ما جعله من جملة أوصيائه، ثم استدعى ابن غراب أخاه فخر الدين ماجدا من الإسكندرية وهو يلى نظرها إلى قلعة الجبل، وفوضت إليه وزارة الملك الناصر فرج بن برقوق؛ فأقاما بسائر أمور الدولة، ثم تقلّد وظيفة الاستادارية عوضا عن يلبغا السالمى سنة ثلاث وثمانمائة مضافا إلى نظر الخاص ونظر الجيوش فلم يغيّر زى الكتاب، وصار له ديوان كدواوين الأمراء ودقت الطبول على بابه وخاطبه الناس بالأمير، وسار سيرة ملوكية من كثرة العطاء والأسمطة والازدياد من الخول والحواشى، ثم إنه خرج مغاضبا لأمراء/ الدولة إلى (تروجة) (١) يريد جمع العربان ومحاربة الدولة فلم يتم له ذلك، وعاد إلى القاهرة حتى حصل له الغرض واستولى على ما كان عليه إلى أن تنكرت رجال الدولة على الناصر فرج، وحصلت بينهم حروب ثم آل أمره إلى أن أمنه السلطان واختص به وتقلّد وظيفة نظر


(١) تروجة: بالفتح ثم الضم وسكون الواو وجيم: قرية بمصر من كورة البحيرة من أعمال الاسكندرية أكثر ما يزرع بها الكمون، وقيل اسمها (ترنجة). راجع معجم البلدان لياقوت ج ٢٨:٢.