السيد حسن البقلى، أحد أفاضل مدرسى علماء الأزهر. كان فقيها جليلا مالكى المذهب، مشهور بالعلم والعمل والورع والكرامات. وكان مشتغلا بقراءة كتب السنة، كالبخارى ومسلم، فيما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس، وقراءة كتب التفسير، فيما بين المغرب والعشاء، وقراءة كتب المعقول المعتادة بالجامع الأزهر.
وأخذ عنه أفاضل العلماء فى وقته، كالشيخ إبراهيم السقاء الشافعى، والشيخ أحمد كبوه المالكى. ثم انقطع فى بيته، وكان يذهب إليه للزيارة أرباب الوجاهة كالشيخ المهدى الكبير وغيره، ويتبركون به ويقبلون يده.
وكان متقللا من الدنيا، زاهدا فيها. وكان نحيف الجسم يتلألأ النور فى وجهه، لم يلبس طول عمره غير الجبة الصوف على بدنه، وإذا مرّ بالطريق من بيته إلى الجامع الأزهر يشخص له الناس قياما من أرباب الدكاكين وخلافها. وتوفى ودفن بقرافة المجاورين.
[[ترجمة السيد على محمود البقلى]]
ومنهم: السيد على محمود البقلى الحنفى. كان عالما متقنا للفتوى، اشتغل طول عمره بالعلوم، ودرس بالأزهر الكتب الكبيرة، وتولى الفتوى بمجلس الأحكام المصرية مدة، بمرتب أربعة آلاف قرش كل شهر، وكان هو المشار إليه والمعوّل عليه فى الفتوى فى جميع القطر، بل وفى الأقطار الخارجية. واستمر على التدريس والفتوى إلى أن هرم فانقطع عن التدريس فى الأزهر مع الممارسة فى بيته، وبقيت له وظيفة الفتوى إلى أن توفى.
ومع شهرته وكثرة موجوده لم يملك بيتا فى القاهرة وإنما كان يسكن بالأجرة.