مساجد وعدة بساتين ذات فواكه ونخيل، وقليل من شجر الدوم، ومن العوائد اللازمة عند أهل هذه القرية كغيرها من بلاد قنا وما قاربها من بلاد جرجا، أن يلبس النساء بردا من الصوف الأسود أو المصبوغ بالنيلة فوق ملابسهن ولو فاخرة، بحيث لا تخرج امرأة من باب دارها إلا ملتفة بالبردة الساترة لجميع بدنها وما عليها من الثياب، ويرون ذلك احتشاما وكمالا ويرون غيره عيبا وفحشا، لا فرق بين أغنياء وفقراء، ويتنافسن فى تلك البرد من حيث الغزل والنسج والصبغ، ويتزين فى البيوت بالثياب المطرزة بالحرير أو التلى، وبعضهن تثقب قروش الفضة وتخيطها على ثيابها صفوفا صفوفا، ولا يلبسن السراويل، ويتحلين بأخزمة الذهب والفضة فى أنوفهن، وقد تعلق فيه شيئا من الخرز، ويتسوّرن بأسورة العاج والعتادى الزجاج وأساور الفضة، ويتسوّرن أيضا بالكارم، بأن تنظم حباته فى خيط وتجعل فى المعصم، وقد تجمع المرأة ذلك كله فى يدها فيعم غالب معصمها، وتلبس عقود الذهب والمرجان والكارم فى رقبتها، وتلبس فى رجليها الخلاخل الفضة نحو ثلاثين ريالا، وإذا كانت المرأة حزينة، تجعل فى يدها ورقبتها عقودا من الخرز الأسود أو الأزرق، وكثير من رجال تلك الجهة يتعمم بالصوف، ويتلفع به ويلبسه قميصا يسمى الجبة.
[(طيوة)]
بطاء مهملة فمثناة تحتية فواو فهاء تأنيث، مدينة قديمة كانت بالصعيد الأعلى، يزعم كثير من مؤرخى الإفرنج والجغرافيين: أنها أول بلدة عرفت بالديار المصرية فى الأحقاب الخالية، وقال المقريزى فى خططه: أول بلدة عرف اسمها فى أرض مصر مدينة أمسوس، وكان بها ملك مصر قبل الطوفان، فيحتمل أنه لا خلاف بين ما قاله المقريزى وما قاله غيره، وأن مدينة أمسوس هى بعينها مدينة طيوة، وهذا يوافق بعض ما قاله بعض المؤرخين: أن أول قوم نزلوا بمصر وعمروها جاءوا من جهة بلاد النوبة فدخلوا مصر من الصعيد مكتبة الأسرة - ٢٠٠٨