هذا المسجد بشارع درب الحصر من خط الخليفة. وله باب على الشارع وآخر داخل درب الحصر، وبه إيوانان ومنبر ودكة تبليغ من الخشب تحتها عمودان من الرخام، وبأعلاها لوح رخام منقوش فيه بليقة ذهبية: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ وبدائره إزار خشب مكتوب فيه أسماء الله الحسنى، وتاريخ سنة سبعين وثمانمائة. وله مطهرة ومنارة، وهو الآن مقام الشعائر مع قلة أوقافه، وهو تحت نظر الديوان.
[ترجمة خشقدم]
ولعل هذا الجامع هو جامع خشقدم اللالا الذى ذكره السخاوى فى الضوء اللامع فقال: خشقدم الظاهرى جقمق الرومى اللالا، ويقال له أيضا الأحمدى نسبة لناجره، قد عمل إحدى قاعاته بالقرب من درب الرملة جامعا تقام فيه الجمعة والجماعة، وجدد زاوية قطاى تحت القلة وبنى بها بيوتا ونحوها، وحفر هناك بئرا تكلف نقرها فى الحجر، وكان أول أمره لالة ولد سيده ثم صار أحد السقاة، ثم فى أيام الأشرف قايتباى كان رأس نوبة السقاة، ونوبة الجمدارية، وشاد السواقى، ثم عمل وزيرا بمشارفه، ثم استقر خازندارا زماما فظلم وعسف وأهين مرة بعد أخرى، وتأمر على الحج، وربما كان يتلو القرآن، ويصلى بالليل، ويستعمل بعض الأوراد ويبكى، واستمر على الزمامية والخازندارية حتى غضب عليه السلطان وأرسله مع ابن عمر شيخ هوارة ليرسله إلى سواكن، فكانت منيته بسواكن فى شوال سنة أربع وتسعين ذليلا مهانا، وأظنه بلغ/السبعين إن لم يكن جازها، وكان يقول قبل انفصاله بنحو سنة إن له فى القلعة أربعا وخمسين سنة رحمه الله تعالى.
[جامع الخضيرى]
هذا المسجد بشارع حدرة الحناء بالقرب من قلعة الكبش عن يمين الذاهب من الصليبة إلى جهة السيدة زينب ﵂ تجاه مدرسة صرغتمش. كان أصله زاوية أنشأها العارف بالله تعالى سيدى الشيخ سليمان الخضيرى ﵁ قبل وفاته، ووقف عليها أطيانا كثيرة لإقامة شعائرها، وشرط فى الوقفية أن ما فضل من الريع يكون لذريته طبقة بعد طبقة، تحجب الطبقة العليا الطبقة السفلى، الذكر والأنثى فى ذلك سواء، إلا أن أولاد الظهور مقدمون على أولاد البطون، بحيث لا يستحق أولاد البطون إلا بعد انقراض أولاد